الثلاثاء، سبتمبر 28، 2010

عن عوام الشعب



حلمت ان الحكومة طبعت ورقة فئة الف جنيه مطبوع عليها بينكي بانثر وتويتي وميكي
ومندوب للحكومة بياخد رأيي في الشكل فاقلت له: ماحدش ها يثق في الورقة دي خالص قال لي: ده ورقة للخاصة بس مش لعوام الشعب

الخميس، سبتمبر 16، 2010

لن تطيق صبرا

ربما علاقتك عزيزي القارئ بالارقام ليست جيدة وربما يتعذر عليك قبول بعض المقارنات اللاحقة ولكن دعني اخبرك انه ربما لن تطيق معي صبرا.

اولا ربما قدعرت باستياء لما تمر به السيدة كاميليا شحاته او تملكك الغضب علي حريتها المصادرةكفرد وعلي حقها كمواطنة في اختيار طريقة حياتها ومعتقدها بامان وحرية دون ان تتعرض لها الدولة او المؤسسات او المجتمع بسوء ها تشعر احيانا بالتوحد معها وان كنت مختلفا عنها في الدين او الجنس او بعيدا عنها في الجغرافيا حسنا ذلك حقأ امر مؤلم لكن اليس وفاة حوالي الف مصري في حادث العبارة السلام 98 اشد اسفا واكثر الما علي النفس اليست مقارنة حياة شخص بحياة الف شخص مقارنة ظالمة ام ان قضية الغرقي سقطت بالتقادم ربما لا تعجبك المقارنة يا عزيزي لكن اريدك ان توزان بين اكثر اسي هل في حياة فرد ام الف فرد؟؟!

دعني اسوق لك مقارنة اخري اعمل فيها عقلك فقط ايهما اكثر فداحة حل وفاة الالف غريق في حادث العبارة ام فقدان لوحة زهرة الخشخاش؟؟ لعلك تشعر الان بضيق؟! هل اللوحة تقارت بروح طفل؟ بدماء شاب فقد زهرة شبابه؟! بالف صرخة زرعت في الف بيت مهما بلغت قيمة تلك اللوحة؟؟ دعني اعتبر تلك المقارتة جائزة بحساباتي الشخصية ودعني اشرح لك اليست اللوحة تساوي 100مليون جنيه الا يساوي هذا المبلغ علاج 500الف شخص بواقع 100 الف جنيه ممن يرزحون تحت وطأة امراض مزمنه تملا جنبات هذا الوطن_ مرضي قلب وسرطان وفايروس سي؟؟ يمكنك الحساب ثم الاجابه... لااريدك ان تخبرني عن القيمة الحضارية والفنية التي لاتقدر بمال وعن ان الدولة يجب ان تعالج الفقراء ثم تسعدهم بلوحات عالمية نحن نعيش في العالم الثالث يا عزيزي لسنا الدول الاسكندنافية!!

عليك ان تختار بين الفن وبين الموت بين المتعه وقيم الحضارة وبين حقك ان تعيش انت واحبائك معافي من المرض وتخبرني فقط اختيارك..

حسنا ربما الان تفهم وجهة نظري قليلا قيمة الانسان في الحياة بصحة وحرية مهمة وحياة الف مواطن اكثر اهمية وحياة مئات الالوف معافين من المرض والاعاقه هدف ليس اسمي منه هدف يوفره فقط المال والحكمة في انفاقه..

وحين تخسر الدولة مليار و300الف جنيه في صفقة بيع اراض دولة يحتكرها النظام ويوزعها علي رجال اعمال فاسدين لك ان تتخيل كم سينقذ هذا المبلغ من بشر كيف يستطيع تحويل حياتهم الي نعيم بعصي سحرية كيف ينقذهم من الجهل والمرض والفاقة..

كم فرصه عمل يستطيع ذلك المبلغ المهول توفيرها؟ وكم شقه وكم مقعد دراسي في مدرسة راقية وجامعة؟ كم بحث علمي يمكن انجازة؟ وكم ابتكار يمكن تنفيذه؟!

دعنا الان نترك كل تلك الارقام حيث تفاضل بذاتك بين السيئ والاكثر سوءااليس الاكثر سوءا اننا ربما نعتقد زورا اننا محبوسين في عنق زجاجة الوطن اللي قريبا ستنكسر او نخرج منها معافين.. ولكن ذلك ربما لن يحدث ويورثنا النظام الالي ذاته عبر ويث مدني او من خلال امتداد المؤسسة العسكرية ثلاثين عاما قادمة

!!

الأربعاء، سبتمبر 08، 2010

My Heart Belongs to Daddy

كانت الفتاة الصغيرة في الخامسه من عمرها،حين كان ابيها ذو الكف الكبيرة الدافئة يجلس في صدر غرفه المعيشة الانيقة يلقي ملاحظاته القاسية علي مسمع زوجته " صانعة الطعام "يخبرهاانه لا يحب طريقتها في لف رقائق الحلوي.. ثم يتحدثان عن"الطلاق" الفتاةذات الخمسة اعوام تسأل في أعماقها كيف يا تري يلفون الحلوي جيدا يا تري؟ يخبرها ابوها ذو الكف الكبيرة ان بامكانها اللعب مع ابنه الجيران خارج الشقة قليلا. تعلق كلمة" الطلاق" في ذهنها ثم لا تكترث ..فلم يعد ابيها يؤنب امها بعدها علي اي شي. مرت سنوات مع امها في البيت الجديد تذهب الصغيرة لزيارة بيتهم القديم تخرج في صحبةذو الكف الكبيرة لزيارة شوارع المدينة،تشرب معه الشاي في الكازينوهات علي شاطي النيل او يزوران برج القاهرة حيث يطير شعرها مع الهواء ، تمشي معه في شوارع وسط البلد شارع شريف، شارع فؤاد، جروبي، الامريكين، يبحث عن طعام ليأكلاه سويا،لو ليشرب هو القهوة او البيرة احيانا ،و يمضيان الوقت في زيارة السينماومشاهدة اخر الافلام.يصحبها الي حلاقه الخاص ليغسل شعرها ويصففه حيث ليس باستطاعته الدخول للكوافير.ثم يعودان اخر النهار متعبين في المساء تستمع وهي في حضنه حين يحدق في النجوم المطلة من الشرفه التي يحلو له افتراش ارضيتها الي "الكروان"الذي تحبه كثيرا _رغم انها لم تراه ابدا_ يصدح فوق فيلا مجاورة.الكروان هو اللحن وحضن ابيها هو العالم علي ضيقه، في بعض الاحيان يستقلان القطار لزيارة الاسكندرية يبيتان سويا في فنادق محطة الرمل القديمة امام شاطئ البحر يصحبها ابوها في الامسيات للمشي علي الشاطئ المزروع بالمربعات الاسمنتيةالتي تصد الامواج، يصطحبها لمشاهدة مسارح الاسكندرية العتيقة عالم تكتشفه الصغيرة بصحبة ابيها،كون كامل ابوها مركزه وعموده القائم، ابوها هو العطر هو الصمت هوماكينة الحلاقة هو الدفءالامان، تمشي خلفه مهرولة بقدر اتساع خطوتها لتري العالم الذي يقدمه هبة خالصة لها

تزور معه جدتها الانيقة البضة تستمع بحضنها ، تسألها بحنان بالغ عن احوالها واحوال امها تعي الصغيرة في هذه السن ان هناك مكان اخر "مصر الجديدة حيث يسير "المترو"لينقل الناس من محطة محل الورد الي محطة محل الاحذية ،بدلا من التاكسي الذي قد لايقف لابيها بسهولة ،جدتها تضع عطرا اسمه" خمس خمسات "وتداوم علي الاستحمام بينما ابيها يضع البينو سلفستر ،و يلحق ذقنه كل صباح

سنوات تمضي تعرف الصغيرة صديقات ابيها ،السمراء بقصة شعرنجوي ابراهيم والشقراء ذات الملامح الاوربية، والمدخنة بشراهة، الصديقات اصبحن طرفا ثالثافي نزهتها مع ابيها ولصغر سنها لم تشعر بضيق او غضاضة لوجودهن ابدا .كانت تحصل علي رقيقات كبيرات يحببنها ويرغبن في الحصول علي ابيها عن طريقها، ولا يجدن في وجودها العابر مشكلة!صديقة تظهر ثم تختفي وتليها اخري ثو تختفي كان اكثر ما يضايقها في عامها التاسع وصلات البكاء الحارة عندما تلتقي احداهن بابيها في لقاءٍ اخير ثم لاتلبث ان تختفي من حياتهما للابد، ثم يخبرها ابيها حين تسال عن احداهن بانها تزوجت وآن وقت الرحيلـاصبحت المفردات العصية علي فهمها اثنتان" الطلاق" ثم" الزواج".. ما هذا العالم الذي لاتفهمه؟! وما هي تلك الكلمات الغامضه التي تتحكم في علاقات البشر وتجعل عالمها قلقاومتوترا...

في الثانية عشرة يخبرها ابوها ان جدتهاماتت... لم تشعر بسوء بالغ للخبر،لكن الكلمات الغامضة تزيدمفردة جديدة .الطلاق،الزواج،ثم"الموت" ولكن يظل ابيها مركز الكون وبوابته

في السابعه عشرة الشقة تختلف والحي يتغيرالفلل الصغيرة يتم هدمها واصدقائها الصغار يرحلون اللي مناطق اخري، ابراج سكنية تظهر يقبع الرجل كفارس اخير في شقته ناقماً علي الضوضاء التي يصدرها الجيران الجدد كما ينقم علي العالم اكوام من الكتب والمجلات تقبع فوق مكتب ابيها تبدأ في لفت نظرها نشرات نادي السينما، كتب عن الفلكلور الشعبي المصري ، دراسات في علم الاجتماع ،كتب لماوتسي تونج،روايات مترجمة اسماء كثيرة تسمعهامثل تي اس اليوتـ بودلير ،ابو العلاء ،عالم ابيها يصبح رجاليا جدا وتختفي النساء من عالمه نهائيا. لم تساله لماذا لكنها في ذلك السن ايقنت ان العابرات اللي الماضي كن غريمات امها تشعر براحة لرحيلهن عن حياته، بعدذلك يخبرها ابوها ذات مرة انه يمكنه اجراء اي عملية حسابية في ثواني كان يدعوها اللي كتابة اي عملية والحصول علي نتيجتها فيخبرها بالحل الصحيح فيلحظات فيزيد انبهارها به يذهبان سويا اليعمله في جامعه القاهرة يمضيان بعد الوقت مع زملاء العمل الذين يثنون علي جمالها ويخبرنها انها" كبرت واحلوت" بعد ذلك بسنوات يخبرهافي احدي الليالي انه اقوي رجل في مصر فتصدقه ..يخبرها ذلك بغضب مكتوم لم تعرف سبباله يقول عنه نفسه انه "الدكر" الوحيد في مصر الذي تحمّل الطلاق والوحدة . كانت الجملة غريبة ايضا لم تعرف عنه الا انه ابيها فلماذا يدعوانفسه دكر !!وكيف تحمل الطلاق اليس هو السبب كما اخبرتها امها. هل الطلاق شيئ سيئ؟الم تراه يوما يبكي او يشكوا..

في الثلاين من عمرها وعت كل شيئ وصارت كل المفردات واضحة كسنون السكاكين تلتقي به قبل احتضاره بايام فيخبرها بالسر الاخيرانه لم يحب الا صانعه الحلوي"امها" ويخبرها انه كان يرغب في العودة اليها مرة اخري ،ولم تملأ مكانها امرأة اخري ..وترك لها ميراثا من الاسئلةوالالم ورحل..الرجال الوافدون علي حياتها لم يكونوا يشبهون ابيها وكانت تبحث عن عطره في ثنايا جلودهم وعن ملمس كفه في مصافحاتهم لم تعد تسمع الكروان ابدا في صحبة اي منهم فلم يكن احدهم ابيها

My Heart Belongs to Daddy