كل الكلام والافكار والاحلام والطموحات عن الحرية والمساواة والعدل والحق في تقرير المصير
دايما بياخد "شلوت" امام قسوة الواقع وسفالته...
الشلوت ليس لأن الكلام تافها او عبيطا او بدون لازمة...
لكن لان الواقع اكثر حقارة وسفالة ويستطيع دايما ان يلعب دور البلطجي اللي يستطيع ترفيع اي مواطن شريف في شارع ضلمةفينسي حينها معاناته مع زوجته!
كل الفارق ان الشارع الضلمة لما بيكون عبارة عن واقع يلف وطن طويل عريض
في اثناء مروري علي بنزينة موبيل لغسيل عربيتي حدث مصادفه ان العامل اخد سيارة احد البهوات لتشحيمها واثناء دخوله لبيت التشحيم يحدث ان يصطدم بيه اخر بعربية البيه الاول وعلي طريقة خدوهم بالسوط لا يغلبوكم نزل من العربيه صارخا: حرام عليك يا ابني !!انت مش تفتح ؟؟
رغم انه هو المخطئ فقد خرج من البنزينه كأنه" طالع علي الزراعية"...
ثم ينصرف لان سيارته سليمة كعرص حقيقي..
في حين يجتمع كبير عمال البنزينه لترضية صاحب السيارة التي حدث ان ثقب اكصدامها
واذا كانت الاكصدام بحوالي 800 جنيهالي 1000 مثلاإذن فهو ثمن راتبه حوالي 6 شهور مع القشيش!!
يعني بقليل من الفذلكة يمكن القول ان المؤسسة الرأسمالية "البنزينة" تمص دم العامل المسكين براتب هزيل اعتمادا علي البطالة وعلي ما سوف يعوضه بجنيهات البقشيش
لكنها لاتؤمنه ضد الاخطاء البشرية وتستطيع ان تسلمه كلقمة طريه ليفتك به صاحب العربيه الذي لعب دور الشخص الاكثر عرصنة واتصل باللواء الفلاني ليخبره عن "حادث تصادم"!! في بنزينة موبيل سموحه دوران إيمانويل ليثبت حقه رافضا التصالح مع العامل !!
العمل الذي يحيا ظهره مكشوفا فيتلقي الضربات في بطنه وحلقه ايضا وتدهسه الاقدام!
تذكرت وقتها تدوينة عمرو عزت عن الحرية والحق في تغيير الاسم والدين وبلد الاقامة
وعن اللذين يحلمون ويتخيلون انفسهم وقدانتصروا لارداتهم الحرة وحقهم في اختيار مصيرهم وكيف ان الواقع يهبط بطموحات واحلام البشر الي حدها الادني الي يجعلهم يتسولون لقمة العيش و يقبلون اقدام البهوات فيكون الحديث عن الكرامة والحرية والخيال حديثا منتهيا ...