الأحد، أبريل 29، 2012

إبر عمياء لا تخيط إلا الريح يليه محض شراب

مَهما يَكُنِ الْتِبَاسُ المعنى، في ما يجري، فالمشْهدُ يَبْدُو حافِلاً بالمَجاز.
الاستعاراتُ القَدِيمَةُ لا تَصْلُحُ لقراءَةِ لُغَةٍ جَاءَتْ خالِيَةً مِنْ تَرفِ اللِّسَان.
" الشعْبُ يُريد... " شَجَرَ تُفَّاحٍ، لِيَطْردَ الشيْطانَ من لِسَانِ آدَمَ. وَدَالِيَةَ عِنَبٍ، لِيَسْقِي بِشفَافَتِها، شغَفَ اللِّسَانِ. وَعَربَةً، لِيَسُوقَ بها الغَمامَ إلى حقولٍ طالَما رَاوَغَها المَطَرُ.
" الشعْبُ يُريدُ ... " وَتَراً، لِيُضْفِي شَجَناً على ما كانَ في الغِناءِ منْ نَشَازٍ.
كَمْ يَلْزَمُنَا مِنَ الوَقْتِ لِلْخُروجِ مِنْ هَذِهِ الظُّلَمِ الَّتِي خَذَلَتْ جُوعَنَا
وأَتَتْ عَلى مَا كُنَّا افْتَرَضْنَا أَنَّهُ الضَّوْءُ الَّذِي بَدَا فِي آخِرِ النَّفَقِ ؟
لَمْ تَكُنِ الشَّمْسُ تَشْبَعُ، لِفَرْطِ هَشَاشَتِها، مِنْ خُبْزٍ، كَانتْ غُيُومٌ عابِرَةٌ أجَّجَتْ زَرْعَهُ، وأَفْضَتْ بالضَّوْءِ إلى نَهَارٍ، خَبَا، كَلَمْحِ بَرْقٍ.
مَا هَذَا الظّلاَمُ الَّذِي يَأْكُلُنَا ؟
ظُلُمَات وَرَاءَهَا ظُلُمَات
أَلِهَذَا الحَدِّ تَخْذَلُنَا السَّمَاءُ،
وَالأرْضُ، لَيْسَتْ في ما أَظُنُّ، سِوَى انْعِكَاسٍ لِنَارٍ نَائِمَةٍ
ديوان ابر عمياء/ صلاح ابوسريف

الثلاثاء، أبريل 24، 2012

أُرجوحةأبريــــل.

اليوم ابريلي مغبر ,الهواءُ بارِد ,بينما الشمس في وسط السما.ء. ذرات التراب تحرق انفي. في الطريق الي معمل التحاليل المسرح الروماني علي يميني بحجارته البيضاء ونقوشه ذات الاحرف اللاتينية,والعمارة القديمةذات الاسانسير العتيق الذي يشبه العلبة علي يساري. المسرح مغلق لاعمال الترميم بجواره مباشرة مدرسة للغات بالوان قبيحة . علي بعد عدة شوارع السور الغربي الاثري جَثَم علي صدره كازينو ومركز للشباب.!

افكر في دعوة صديقتي الآتية من القاهرة لرؤية المسرح ,ولكن الفكرة تبوء بالفشل.المكان مغلق مغلقّادلف العمارة واصعد علي قدمي افرد ذراعي للفتاة واوصيها أن "بالراحة دراعي بيزرق"تدس الحقنة, تبدأ في سحب الدم, تندفع بضعة قطرات, ثم يتوقف الدم, يبدأ الالم في التزايد ,اكظمه للحظات وانا انظر من النافذه, ثم اصرخ :في ايه؟؟

تقول:انت مفطرتيش ومفيش دم ماشي في العرق! تدس السن الي مسافات اعمق ,وتحركه يميناً ويساراً,تخرج قطرات اخري ثم تسحبه للخارج مرة اخري. موضع السن كأنه حريق ٌفي الاوردة!

أعود الي الشارع مرة اخري. تجلس سيدة تنظم السيارات وتأخذ الاجرة انه "مِعَلمة" المكان ملامحها تشي انها عربية ,حواجب كثة عريضة, وعيون كبيرة وسمار عربي؛ لكنها ترتدي الحجاب المصري الشعبي. علي عكس الشابة في المعمل التي ترتدي ما يشبه الحجاب الخليجي . انه تطور الزمن لا اعرف كيف كانت السيدة في شبابها تتعامل مع خواجات الحي كيف كانت تشعر حيالهم ,هل كانت تراهم اغراباً؟ لابد انها عاصرت الاحتلال واكذوبة العيش المشترك في المدينة ام كانت تأكل العيش ايضاً بدون وجع راس؟!

اعود للبيت, أكره تلك السلالم ,مثلما اكره الاسانسيرات! اكره كوني ضائعه بين نقطتين. بدون ارض واضحة اقف عليها.اكره السلالم واكره كوني لم اصل بعد. وان الهدف لم يدنو,ومازال عصيًا علي يدي.. اشعر ان علي الاسراع دومأ لالحق ما يجب لحاقه. فلا أكون كالذين" لا اللي تحت شافوهم ولااللي فوق سمعوهم" تحت سياط من العجلة تمضي حياتي!!!

في المساء الجميع مشغول بناتي يذاكرن او يتحدثن في الهاتف. زوجي يتابع فيلما امريكيا ًباهتمام شديد. وانا اصنع الكيك في المطبخ ساعه واخري وثالثة تمر..اتابع الجميع بينما لا احد يعرف ماذا افعل لا احد يوجه لي الحديث اشعر قليلاً. بالاستياء وكأني كائن مخفي او كأني سراب .باتابع الفيلم بنظرات خاطفة واتعجب من هوسه بالافلام الاجنبية التي يتابعها..احمد الله ان الهوس ليس بمباريات كرة القدم!!.
.علي الشاشة" شين بين" يبدووجهه مدورأ كوجه الشامبنزي! هكذا يخيل لي اعتقد انه ربما هو استياء عابر.. اندس في السرير غضب عارم يعتريني ,من التجاهل, من الالم. من التراب. من الخوف. من القلق. من كل الاشياء غضب مكتوم يوشك علي الانفجار.

قلبي يدق بعنف شديد يخيل اللي ان من يقترب مني ربما يكاد يوشك ان يسمعه.الم في ساقاي ايضاً ,اتكوم في وضع الجنين لقد كبرت هذا العام . لقد اصبحت ذاكرتي اكثر ارتباكاً . ابحث بهوس عن اقاربي البعيدين. اتذكر اشياء من الماضي السحيق بدون اسباب واضحة وانسي اشياء قريبة جداً. تري ماذا ينقصني من امراض الشيخوخة؟ اشعر اني اتشّمع في مكاني يا الله!!

. ارغب الان في بيت منفصل .ربما غرفة منفصلة ,تلفزيون خاص ولابتوب ,وبدون هاتف يمكن ان اتحكم في درجة حرارتها واضائتها اتحكم منفردة في كل المفردات..بعد ان تنتهي كل الالتزامات الاسرية المعلقة في رقبتي الي يوم الدين.يوما بعد يوم اصبح اميل للوحدة وعزوفاً عن الكلام ينتبه سكان البيت اخيراً الي تطبع ابنتي علي وجهي قبلة صامتة قبل ان تنام . يأتي زوجي اخيرا ليقبع بجواري نشاهد فيلما لكاميرون دياز اطفأ انوار البيت واروح في نوم عميق.

الثلاثاء، أبريل 17، 2012

حمدين...مرشح الفقراء والحالمين

للمزيد والبرنامج الانتخابي
,اهلي صيادين وفلاحين مليئين بالثقه والاعتماد علي الله ..كما هو الاسلام في حقيقته..
بحر ممتد نخيل هاماته الخضراء تسمو في المشهد وخير كتير... بلطيم بلدة طيبة ورب غفور!


المحاكمة


المحاكمة ...اعادة استحضار الجريمة وتعليق الضحايا كاسماء مجردة علي احبال التلفزيونات والصحف..
وقلوب الامهات جمر يحترق!

الجمعة، أبريل 06، 2012

رسالة الي النائب محمد أبو حامد.

الرفاق حائرون يفكرون ويفكرون هل النائب وممثل "الامة المصرية"محمد ابو حامد حين وصف السيد سمير جعجع "بسيدنا وملهمنا"!!جاهل؟ ام غبي؟ أم متآمر؟ ام باحث عن دعم مالي من اليمين الرأسمالي المسيحي اللبناني؟ بعدما استفاد من اليمين الراسمالي المسيحي المصري؟ ايا كان للسيد ابو حامد اقول

في وصف الجهل..

في وصف الغباء

عن العار

في وصف التآمر

الأحد، أبريل 01، 2012

fragile

الصداقة /العلاقة المعلقة علي الارفف كرؤوس الحيوانات المحنطة او فازات الكريستال مع الوقت تصبح قطعه ثابتة من المشهد الرتيب. تشغل حيزاً من الفراغ يزاحم الهواء النقي. "ام كده".صديقتي التي علقت "ما بيننا "علي الرف حتي صار صنماً .ومللت امن الحج اليه لاكتشاف ما قد يجّد. اطحت من ايام بتلك التحفة الميتة. فصارت هشيماً علي الارض اعرف انه قد دون عليها من زمن قابل للكسر

lاعتقدتْ هي انه يمكنها اعادة "تلميعها" وقتما تريد ..وربما في لحظة اعتقدت مخطئة _ يا حرام _انه يمكن لصق المكسور بغراء الكلمات التافهة امقت حقا التنفس بجوار الجثث والتأقلم علي وجود شظايا الكريستال تحت قدمي"مش طالبة"

اطأ الهشيم بحرص بالغ في المرة الاولي وفي الثانية تعتاد قدمي ملمسه ويصير مع الوقت اكثر نعومة واقل حدة..آي آي.. رجلي دلوقت ما عادتش توجعني!..طالما اعتقدتْ ان اشارات التململ التي ارسلُها خاطئة وربما ناتجة عن وحدة عابرة و شجن غبر مبرر . اليوم اتمطي في ثياب جديدة. بوجه جامد وابتسامة قاسية ائِد بقايا حنين تافه._بينما تتكفل الايام بكنس الباقي من الذكري والمرارة طالما تنعم المدينة بالخماسين والامطار

-_ تذكرت اليوم بلا سبب مباشر كعادتي هذه الايام في اجترار ذكري ايام ولّت .ساندوتات المدرسة التي كانت تصنعها امي من الجبن الابيض الدوبل كريم الطري... الذي لا يكون كثيرا اختيارا موفقاا.فكنت اضع عليه السكر الابيض.نعم اكسر ملح الجبن بالسكر. لا ذكر تماما السبب هو الرغبة في هزيمة الملوحة ام في التمرد علي الاختيارات الاجبارية.ام اسباب متعلقة بذائقة مختلفة وملعونة تفضل طعومها الخاصة والوانها الخاصة وافكارها الخاصة لكني اليوم احسست بحنين بالغ لذلك"الهبل"الطفولي واشتريت الدوبل كريم-لكن علبة السكر كانت فارغة._هل ستكون الجنة شيوعية المزاج..هل سنتشارك في نفس الارائك الخضر وفرش الحرير والكؤوس البراقة والحواشي السندس والاستبرق؟ هل سنجلس حول نفس البحيرة!!وبجوارنا نور الله ورسوله وصحابته... فلايفخر احد علي حد ولا يتباهي احد علي احد .ولا يتمرمر اطفال الجنة بدمي وحلوي في ايادي اطفال اخرين.؟ هل ستشعر النساء بالسعادة والرضا عن ازواجهن ويركلن الحسرة وخيبات الامل الارضية؟!ام ستكون ليبرالية الطابع .. فربما ينفض الكسالي المترفون عنهم السأم بتفضيلات اخري للسعادة..كأن يطلبوا مثلاً ان يتسلوا بزراعة حديقة صغيرة . او ممارسة الركض علي شاطئ البحر او ربما يفضلون صيد السمك؟وربما تجمعوا حول شاشات كبيرة تعرض عليهم ما يحصل في الارض في حال قرر الله بعث بشر اخرين في ديمومة لا تنتهي من الخلق والقيامة!-__تحت نافذتي يجلس شحاذ يدخن سيجارة يخفيها في كرتونة صغيرة يراقب المارة فإذا خلي الشارع سحب نفساً عميقا ً بشغف بالغ وإذا عاد الشارع للزحام اخفاها؟بعض من الغيظ والشفقة الممزوجتان بالحيرةتجتاحني!!.. المال لا يأتي دوما بسهولة .علي المتعة الصغيرة ان تنتظر بينما السيجارة تحتضر نفساًوراء الآخر.. اي الم واي رغبة شريرة اجتاحتني لأشيّ به.. ربما امنحه غدا كوباً من الشاي....علي البعض ان يكونوا اكثر عدلاً من تلك الحياة البغيضة..