الأحد، نوفمبر 27، 2011

الونس والفقد


اخبرتنا صديقتنا انها ذاهبة اللي المحكمة لدعم  تلك الناشطة التي رفعت قضية ضد ذلك الانتهاك في احدي الاعتصامات في الميدان ودعماً لها، طلبت من يحضر معها جلباً لبعض الونس. البحث عن الونس هو مع جمعنا .هن الاربعه في القاهرة"القاهرة اسماً وفعلاً" وانا ملقاة بعيداً  عن المدينة البغيضة وعن ونسهن  حيث شاطئ البحر المتوسط. ،هن حيث الزخم وانا علي بعد مئات الكيلو مترات حيث السلام  الرتيب او حيث رتابة السلام!
 لم اري اياً منهن واحدة رغم اني علاقتي امتدت ببعضهن لاكثر من سنتين.. ولأكثر من مكالمات  تليفونية قصيرة او مطولة ووعود باللقاء لاتتحقق ابداً.لكنهن موجدات حاضرت بالانس والونس..
 في ذلك العالم الافتراضي الواسع الموغل في الوحشة  الغارق في المخاوف والكراهية.. اتمم  علي تواجدهن بجواري في صمت استمد بعض السند. اتابع  ما يكتبن عبر  تعليقاتهن او صندق التيكر تتفاوت طببيعتهن الثورية بين  واحدة واخري، لكني اعرف ان من تظهر الوجه الاكثر هدوءا ودعة
قد تكون الاكثرمخادعة وجنونا وتهوراً في الحقيقة! العالم الافتراضي كاذب احيانا بشكل فاضح
هل تسللت احداهن من خلف اخيها  للذهاب للمستشفي الميداني ببعض الادوية هل تصارعت الاخري مع زوجها للاعتصام في الميدان ! هل لاتظهر الان لانها اصيبت او لانها القي القبض عليها.

انهن مجرد صديقات  لكني لا اتحمل لوعة الفقد لا اتحمل جزع خسارة الاصدقاء..
الوطن هو الاحبة والصديقات.. بنذالة قد انصحها ان لا تذهب! فاحد المارة في مدينتي فقد حياته  في صدفة،لم يخرج للتظاهر  لكن رصاصة طائشة قتلته ترك زوجة شابة وطفلين يتيمين يشاطرهم احدي الصورالتي سوف تصبح مع الايام مجرد ذكري !!ثم تبهت الوانها مع مرور الزمن بعد ان يبلي جسده في التراب..
الوطن هو البيت والاهل والابناء والصديقات كما هو الكرامة والارض والعرض ..كيف يواجه اذن  اهالي الشهداء حياتهم؟ كيف يعيشون في اوطان فارغة بدون احبتهم ؟كيف يجدون في الارض موضعاً بدون الراحلين؟ كيف يتحملون في  صبر او في لوعه مرارة الفقد. الشجاعة الحقيقية والقوة ليست في التضحية بالروح لاجل المبدا والواجب والوطن  لكن في تحمل واحتساب عذابات فقد الاحبة ربما تكون رومانسية مراهقة غارقة في ضلالات الامومة  البعض يعرف طريقه جيدا ليستثمر اجساد الراحلين ودمائهم البعض يعرف كيف يقفز فوق دماء من رحلوا حتي لو كانوا  لحمه ودمه ليحقق مكسبا او مغنما ماديا او معنويا.. ويصبح الفقد احدي عاديات الحياة كالشروق والغروب تماماَ!!