الاثنين، أغسطس 09، 2010

كيرلس

الصبي بدين ذلك النوع من البدانة التي لا تخفي الذكاء عيناه تتقدان بالذكاء كان جالسا بجواري علي شاطئ البحر بجوار صبي اخر في نفس عمره وبدانته

الصبي لا يكف عن العطس وبناء قلاع من الرمل وقذف الحجار الي عمق البحر... سالته: ينفع كده تعطس من غير ما تحط ايدك علي بقك والميكروبات تعبي الجو.!

رد"طب اعمل ايه يعني؟؟!!

قلت له اعطس في منديل او في ايدك وبعدين اغسلها بمية البحر مش معقول تعطس جنب الناس اللي قاعدين مش اتعلمت كده في المدرسة ؟؟ وخصوصا انه العطس ده كله ميكروبات!

رد الصبي: طب يعني لما اغسل ايدي في البحر الاطفال دي ها تتعدي ولا حضرتك مش بيهمك الاطفال؟؟ ولان حضرتي اسقط في يدي ان ادخل مناظرة علمية مع طفل في الثانية عشرة كان يجب ان اكون مقنعه وان اجد رد سريع ولا يخلو من المنطق فقلت له بس مية البحر مالحة وها تقتل الميكروبات لكن الهوا ها ينقلها للناس..عشان كده لما نعطس مفروض نقول الحمدلله لان ربنا خلص جسمنا من ميكروبات كتير.

سالني الصبي بتشكك حضرتك بتشتغلي ايه؟؟ وكعاده الكبار الذين يتوقعون دوما ان يكونوا مقنعين للصغار وان لا تكون تفسيراتهم محل شك ا رتبكت ورديت: مدرسة تاريخ"تخصصي الحقيقي" سكت قليلا ثم سال فين؟؟ اجبته مدرسة زيزنيا فسالني عن رايي في منهج الدراسات الاجتماعية رغم اني لا اعمل في الحقيقة لكن الصبي كان ذكيا جدا كي لا يقبل اي اجابة من اي شخص بدون التحقق من مؤهلاته العلمية..!!اخبرني ان اسمه كيرلس وانه في مدرسة فرنيسيسكان ابوقير في الصف الثاني الاعدادي وان صديقه هو ابن عمه القادم من المنيا لرؤية جدهما.. والمصيف بالاسكندرية الصبي الاخر كامن ككرة اللحم لم يشترك في النقاش قال لي كيرلس في النهاية عارفه يا طنط احنا بنتبسط اوي في رمضان الشط بيبقي فاضي ما فيش الا تلاته اربعه مينا وجورج بس والشط بيبقي بتاعنا:)... تذكرت انه ربما ليس في موروثه الحمدلله عند العطس وربما قد يحكي الحوار لامه فتظن ان" حد بيلعب في دماغه" شكرته حتي لا يتورط احدنا في حديث طائفي... ربما يكون كيرلس الذكي مجدي يعقوب او زويل في يوم من الايام وربما يطحنه الفقر او الطائفية دون ان يتنبه احد اليه ذكائه او يوظفه فيصبح مجرد رقما من ارقام مواطني جمهورية مصر العربية

السبت، أغسطس 07، 2010

ترس فاسد


بمشاعر حيادية جدا يكسوهاالجمود ويساندها التبرير اتيقن انني احد التروس الفاسدة في الحياة. في شقتي يشتغل احد العمال يساعده طفل في الرابعة عشرة يمنع القانون عمله في هذة السن يقوم المعلم بضربه علي خطأه بينما التزم بالصمت وفي بيتي تعمل خادمة سيدة معيلة لاسرتها بينما يقبع زوجها الفحل الذي يتفجر صحة في انتظارها ليأخذ اموالها ويضربها ثم ينفقها علي الخمر والحشيش. اتركها اسبوعيا لمواجهة دوامة الابتزاز ومجابهة مصيرها الاسود بسبب الجهل والفقر والحاجه في احد المصالح العب دور "الراشي" لاحد الموظفين ليمرر لي معامله من حقي بدلا ان اتوجه لشكواه لمديره اسلك الطريق الاقصر برشوته،بحجة ضيق الوقت ومساعدة المحتاج ، واتباع العرف بعد ثلاث محطات" ترام" وقفات احتجاحية علي الفتي المغدور علي يد الامن الوقفة تلو الاخري اخرها في اربعين القتيل لم افكر ابدا في المشاركة في اي منها جميع التبريرات جاهزة ومقنعة ولا ينقصها المنطق ولا تغيب عنها المعقولية، ولا حتي توجد صعوبة في التعايش مع منظومة الفساد والعفن فقط بعض الضيق الذي يأتي ثم يتلاشي مع دوران ماكينة الحياة اليومية