الثلاثاء، سبتمبر 29، 2009

طعم النعناع

منذ كنت طفلة أتذكر مغادرتي المدرسة مع زميلاتي فنشرب سويا "البيبسي".و أننا كنا نلقي بحبات النعناع داخل زجاجة البيبسي فتصنع فورانا محببآ _ وننفجر ضاحكين... لكني لم اكن احتمل مذاقه القوي
الآن أحتاج اللي طعم النعناع الحارق أحتاج اللي تلك اللسعة القوية في فمي.
تلك القشعريرة اللي تنتاب الانسان حين يدخل الي منزله المكيف بعد عودته من يوم حار مبتلا بعرقه
تلك القشعريرة اللتي تجعل مسام الجلد تعلن عن تحفُّزها بالتكور.
وترفع الشعيرات كأنها سيوف مشرعة نحو المجهول!
مثل غسل الرأس بشامبو "مضاد للقشرة" وبماء بارد في يوم حار .وما ينتج عنه من احساس مشابه للسلخ الخفيف.
تلك المتع الصغيرة المرتبطه بالانتقال المفاجئ والطوعي من حالة الطبيعي العادي الي حالة الصادم والمفاجئ
أن أبحث خلف الاشياء ....أدس قدمي مثلا في رمال شاطئ ستانلي الحارة الخشنة عميقا لأصل اللي المستويات الأكثر نعومة وبروده .فتسترخي قدمي المرهقةالمربوطه بسبب"الكوتشي"داخل الرمال الحنونة البارده
علي نفس الشاطئ اجلس ليلا لاراقب الأضواء الخافتة الصادرة عن زورق صغير في عرض البحر لا يلبث أن يطفئ نوره لا بد ان ركابه تنتابهم تلك النشوة الهائله كونهم في ظلام الليل يتهادون علي صفحة المياه ويحيطهم المجهول من كل اتجاه.
فقدت الثقة في اراء الآخرين فيما يقرأون . واكتشفت أن"القراءه الجيدة "هي ما تجعلني انام بسبب التعب فقط.
وأنا أنتظر الصبح لأكمل ما كنت أقرأه...
هي ما تجعل جُمل الكاتب تدور في رأسي اليوم التالي بأكمله. ولا استطيع نسيانها شهور طويله
الروايه العظيمة لا استطيع نسيان ابطالها ولا مشاهدها . التهم اوراقها وتلتهم هي راسي تنطلق مباشرة اللي وعيي بسهولة.لكن كل جملة ومشهد هو حبات نعناع "عقلي" تحدث ذلك التأثير القوي والمنعش في نفس الوقت
متعه ان أنسلخ وأسلخ في ذات الوقت عن ذلك الاحساس الرتيب بالأمان
اجتر الذاكرة لحظات ركوب الكراسي الطائرة في مدينة الملاهي
احتفظ بقائمتي الجديده من المتع... كما احتفظ بعلبة من "مثبطات الألم"في ثلاجتي الخاصة.

الأحد، سبتمبر 27، 2009

ريحة يـــــــــــود

ليس اغرب من الاندهاش من مشاعر البشر تجاه بعضهم او تجاه الاشياء والاماكن سوي_ الاعتراض علي تلك المشاعرأومحاولة تفسيرها او السخريه منها!

"ريحة يود"هي محاولة لتجميع كل الاشخاص والكتابات التي تتحدث بشغف عن مدينة واحده من الساكنين بها او المغتربين عنها !!.

"ملحوظة مهمة" المدينة هي الاسكندرية وليست" تل ابيب"! كتابة عن المدينة بشكل عفوي وحميم وصادق ومرتجل _لم يدعي أي اصحابه انه كاتب او أديب ولم يقدم نفسه علي انه الروائي الشاب الصاعد الواعد!!

ان يتوجه مجموعة من البشر بمشاعر هو الي مدينه او مكان ما يحمل خصوصية بالنسبه لهم مثل توجيه شخص ما حنينه الي قطعه ملابس أو زجاجه عطر كتاب قديم ليس لانه الافضل ولكن لانه الاقرب الي ذاته_عادي يعني!

ونتذكر سويا ما قاله طيب الذكر"عادل امام: بلدي طنطا واحب اعيش اونطه... ما علاقه ستايل الشخص في الحياة بربطه بمدينته المفضلة طنطا؟؟؟ لا اجابة!

اما عن الاشتباك مع تلك الفكرة او السخرية منها او اتهام اصحابها بالتعصب والانحياز فهو ما نفاه صاحب الفكرة قائلا: الاسكندريه كمرفأ للفنون بوجودها المميز فى أحضان البحر المتوسط،و توغلها فى الزمن صانعة و مصدرة للفنون داخل و خارج مصر و تأثيرها الفعال فى خلق جو كوزموبوليتانى يتخطى جميع الأجناس و العنصريات!

و يخلق تشكيلة متفردة فى بوتقة تجمع الأديان و الأجناس و الفنون.

وهو ما رد عليه طيب الذكر الآخر مصطفي شعبان في فيلم" مافيا" حين قال: انت بتحب امك مش عشان هي احسن ست لكن عشان هي امك..!

ايها الجمع المعترض الساخر دعونا نحب امنا"براحتنا"... نحب مدينتنا ونكتب عنها لا تمارسوا علينا دعاوي الحسبة الفكرية والثقافية لاتتقمصوا روح" يوسف البدري" ولا تخرجوا غلكم علينا نحن نكتب عنها او حولها نكتب علي جدران الشوارع دعونا نحيا بحرية " واللي متغاظ مننا يعمل زينا!

السخرية هنا فقدت بهجتها وكما قالت صديقة:

الآن فقطْ احسستٌ بمأساةِ المُهرّجِ حين يُفرغ دَمَه في عرُوق النكتة ولا يضحكُ احدَ

الخميس، سبتمبر 24، 2009

حكم وأدبيات الشعب الأول_حديث الظهور والمبايض

مدخل مبدئي: تعبر صديقتي الفيمنيست عن ضيقها الشديد من شيئ بقولها" مبايضي ورمت "

الشعب المصري هو بلا فخر الشعب "الأول"_ الرائد في الحضارة والسابق الي العلم والتوحيد. الشعب الذي تصدر العالم اجمع في الشماته في حكومته"الهَرِمَة" _ ابن الهِرمَة سباب شعبي بمعني ابن العجوز دلاله علي القبح_ في خسارة احد وزرائها الانتخابات علي رئاسة منظمة اليونسكو.

الشعب الذي ربما سيفرح لخسارة منتخبه الوطني نكاية في رئيسه. وربما سيسعد لخسارة احد افلامه في المهرجانات الفنية ليس لإنه شعب"غاوي نكد" لكن لإنه مستخسر الفرحة في سيادة المسئول"الهرم"

وربما تطور الامر ليفرح الشعب اذا هزم جيشه الوطني لإنه يحمي نظامه الهرم مع تطور الزمن..هو ليس شعب واطي لكن... ربمابائس أو يائس!

اما عن حديث المبايض المتورمة فهو وثبق الصلة بعودة سيادة الوزير رافعا هامته بعد ان تلقي وحيا بأن" يرمي من ورا ضهره" وبما ان اللي ملوش ضهر يضرب علي قفاه. فالموضوع كله مسيس وهو كان رايح فاكره كورة ومحدش قاله انها سياسة لكنه وعد انه ربما سيتعلم سياسه في السبعين عام القادمة من عمره

وحيث ان كل مسئول صغير يستند ضهره علي مسئول اكبر بيرمي وراه فشله وأخطاءه فبأمكان الشعب البحث عن ظهور متينة لزوم "السند والرمي وراها" بكل طاقتهم ظهر محلية ربما او مستوردة. او يستمر في تلقي الضربات علي بطنه وعلي قفاه

والشكوي من ورم المبايض!!


الجمعة، سبتمبر 18، 2009

نواميس


علي سطح الكرة الارضية السفلي يعيش البشر متلصقين عليها. فلا يسقطون في فراغ الكون السحيق

لا تسقط مياه البحور اللي الأسفل وتبقي جذورالأشجار ملتصقة بالأرض واغصانها مدلاة. للأسفل كإمرأة معلقه من قدميها بينما يتدلي شعرها

لا شيئ يهرب من الجاذبيه ابدا!!

فالكون له نواميسه...

الله يحكم الكون بقبضته, والشيطان بقدرته يعيث في دماء البشر وافكارهم وخيالاتهم

قدرته ايضا فائقة وعمره من الازل اللي الابد

بينما الانسان الي لا يستطيع ان يقذف تفاحة الي الأعلي. دون ان ترتد الي حجره مرة اخري عليه ان يواجه مصيره ويحاسب علي اختياراته إمامتسلحا باجابات ايمانيه هزيلة

أوبعقله الخاضع تماما للنواميس الكونيه السابقة!