ثمن العظمة ارق ابدي..
تقول الشاعرة الإيطالية آلدا ميريني (1931-2009) " إذا حاول أحدهم/ أن يفهم نظرتك أيها الشاعر/ دافع عن نفسك بشراسة/ فنظرتك هي مئات النظرات تلك التي تأملتك لا مبالية/ بينما كنت ترتجف"
آلدا ميريني قامة من قامات الشعر الإيطالي الحديث, والتي قال عنها رئيس الجمهورية الإيطالية، جورجو نابوليتانو بأنها ذات "صوت شعري مُلهم لم تتوقف عن كتابة الشعر طوال حياتها ، حتى أنها كتبت ديوانها وهي في إحدى المصحات العقلية التي قضت بها عشر سنوات. خلالها أبعدوها عن أولادها وزوجها وحياتها وقالوا لها: “هذه شياطينك، حاربيها اشارة على ماتكتبه من شعر كانت تتصرف بحرية تتعرى في كل مكان ومحفل, تدخن بشراسة. يرافقها دائما مشروبها الشعبي فهي لاتكتب إلا تحب تاثير السكر والدخان!
أصدر جيمس كوفمان مدير معهد البحوث بولاية كاليفورنيا دراسة ركزت على ظاهرة موت الشعراء مبكراً,تناولت الدراسة 1987 كاتباً بارزاً راحلاً وسجلت متوسط الأعمارعند وفاة الروائيين والشعراء وكتاب المسرح ذكورا وإناثاً من بينهم كتاب كنديون ومكسيكيون وصينيون وأتراك وأوربيون شرقيون إلى جانب كتاب وشعراء امريكيون
تفيد الدراسة أن متوسط عمر الشعراء كان 63.3 سنة بالمقارنة بالكتاب غيرالروائيين الذين عاشوا حياة أطول67.7 بينما بلغ عمر الروائيين 67 سنة والكتاب المسرحيين 63 سنة.
يتناول البحث معدلات الموت في مهن مختلفة إلى جانب الصلات بين القدرات الإبداعية والإضطراب العقلي ويقول البروفيسور ارثر لوديج في كتابه "ثمن العظمة" : ان الإضطرابات النفسية كانت أكثر شيوعاً بين الفنانين وقد وجد لوديج أن حوالي20في المائة من الشعراء المرموقين قد انتحروا، بالقياس إلى معدل الإنتحار البالغ 4 في المائة في جميع المهن التي تناولتها الدراسة, بينما يبلغ معدل الانتحار في جميع أنجاء الولايات المتحدة 1في المائة تقريباً"
كذلك سجلت الدراسات ميل الشعراء لإيذاء النفس والميول الإنتحارية وإدمان المخدرات يقول الشاعرفرانز رايت الحائز على جائزة نوبل للشعر2004 والذي كتب بيانا عن هذه الظاهرة ورداً على الدراسات السابقة حيث انه كان أصيب بالإكتئاب المرضي وادمان الكحول والمخدرات: (إنه شيء مهين فالشعراء يعانون والكتاب يعانون, وثقافتنا لا تقدر الشعر وهي تصيب الشعراء بالجنون، لكن على المرء ان يخاطر)
يعتقد الشاعر كريستيان وايمان ان الشعر يتسم بإلحاحية سيكولوجية أكبر بكثير من اشكال الكتابة الأخرى." فإذا كنت كاتباً نثرياُ فسوف يكون لديك دائماً شيء لتعمله ,أما إذا كنت شاعراً فلن يكون للإرادة دور كبير فانت تواجه قدراُ كبيرا من الوقت الميت الذي لا تستطيع ان تملأه بأشياء اخرى".
يقول أيضاً الشاعر علاء خالد الصوت الشعري الهام في قصيدة النثر، والذي صدرت له عدة دواوين شعرية وكتب نثرية: أحب الآن الشعر الذي يخرج كدفق، بلا تسلسل، أو بتسلسل ولكنه غير درامي، ممتد في أفق غير واضح المعالم، يوجد ماقبله ومابعده، فالجملة الشعرية لحظة عبور، جزء من كل، ربما داخل الكل توجد "الحقيقة"، التي لايمكن الإحاطة بها، والتي بهذا الشكل ستتناسل وتتفرع لحقائق أخرى صغيرة، تملأ هذا الوجود الشعري الذي أصبح متسعا واتسعت معه فراغاته.
و يقول: أتصور أن الشعر يقف وراء أي شيء، بمعنى الحس الفلسفي المخلوط بحس وجودي، والاثنان مخلوطان بغموض المكان الذي تتكون فيه معادلة الشعر داخل نفس الشاعر وداخل الحياة. هذه التداخلات ربما هي الآن مكان/ ساحة لهذا الشعر، الذي ربما يفقد أحد أضلاعه لو لم يكن به قدرة على التفلسف الحر بلا فلسفة، أو إعادة صياغة الشعر داخل أفكار وإيقاعات يزدحم بها العقل الآن كالعدم والفناء والحياة والعبث، كلها تضع مستوى من التساؤل لاإجابة له.
وعن تدفق الشعر تلك التجربة الخاصة والمتفردة ،المخاض الذاتي الذي يمُر به الشاعر في ولادة لذاته نفسها، ولإبداعه والذي يدفع ثمنه وحيداً ليحصد مجده وحيداً تقول ايضاً الشاعرة جيهان عمر : أحد يعلم تماما ما هو الشعر..أظنه ليس منفصلا عن الشاعر..كنت أتخيله أحيانا مثل خيمة ..وأنا أجلس تحتها ببساطة ،ولكن الخيمة هنا لا تعني الحماية أو الغطاء بقدر ما تعني الاسباغ ،فكل ما يأتي الى ذهنك أو قلبك قد مرعلى هناك أولاً، أخذ من طبيعة نسيجه، رائحته ملمحا من روحه ،حتى خيوطه المتشابكة!
ربما استوقفته أيضا عقدة من الوتد المشدود
طويلا أمام النص، لا يعرف حتى كيف ينجو فيصاب بحزن لا أحد يعرف طبيعته غير شاعر ،أو
ينزلق ببساطة من على سطح الخيمة فتجئ القصيدة السهلة المتدفقة بحرية ،أو يتوقف
هناك فوق رأس عمود الخيمة، رافضاً بكبرياء أن يتحرك من هناك ،هذا هو النص المعلق
الذي يشعرك دائما بأن هناك شيئا تريد أن تكتبه ولكنه لا يتنازل أبدا عن هذا المكان
الفوقي ،يبقى معلقا ويبقى الشاعر مؤرقا الى الأبد.)
الشعر: الذات المفردة في مواجهة الكون..
تقول الشاعرة البريطانية نيكيتا لانج ت :ضي رحمي : (لا تستهن بالشعراء أبداً/ انهم قناصة مُسلّحون بالكلمات / يعرفون كيف يصيبون الهدف بالعبارات/ وكيف يطلقون النار بالمقاطع/ وكيف يخلدون قتلاهم في أبيات)
الشاعر العربي جعل الشعر وسيلته وطريقته في مواجهة عالمه البدائي والقبلي البسيط الشعر سلاحه المدمي ضد عدوه وثيقته الأبدية لتخليد عشقه /حبيبته عبر الزمن فابتكر الأغراض الشعرية المتعددة،هو يمدح ذاته من خلال مدح قبيلته , ينتقم من عدوه حين يهجو, يخلد قصة حبه في ابيات الغزل واللوعة, يعبر عن حنينه حين يبكي على الأطلال .
يختار أشكالاً من الكتابة الشعرية فالتزم بالموسيقي والجرس ليغني الناس شعره, فالموسيقى ترتب عالم الخلود النهائي للنص ثم يتمرد عليها ليصنع عالما أخر في النثر وطرقاً جديدة ومغايرة وأكثر اتساعا ورحابة للمعني والحالة
الشاعر القديم احتوى الشعر والشعر احتواه فقال عنترة بن شداد :
(هل غادر الشعراء من متردم _ أم هل عرفت الدار بعد توهم) أي أن الشعراء لم يتركوا موضعاً لم يعبروا فيه بالشعر عن ذواتهم وعن صراعهم مع العالم ..
الشاعر حين يكتب فهو في مواجهة مع ذاته ومع العالم مع موروثه الثقافي وإرثه اللغوي. الشاعر الذي يستخدم قصيدته للتعبير عن صوته في مواجهة العالم لا يطلق صرخته لتذهب سدى في برية الكون، لكنه في مواجهة طوال الوقت مع نفسه, يخرج من جلده في عملية ميلاد جديدة ولائه فقط للكلمة بل أن وجوده نفسه قديكون مجردا في ديوانه، الأثر الذي يتركه ليدل على وجوده وعبوره في الحياة بل هو الدليل الأهم يقول محمد أبو زيد : (لا أريد أن أترك أثراً على وجودي، إلا الشعر. إلا قصيدة منشورة هنا أو هناك، إلا كتاباً يقرأه شخص وحيد مثلي، وربما يعجبه، وحين يبحث عن صورة لي لا يجد ما يدل على أنني كنت موجوداً إلا الأسطر التي قرأها. كنت بدون وعي أخلق حضوراً بديلاً لي عبر القصيدة. لم أكن أريد أن أترك أثراً إلا القصيدة. هذه التي كانت سندي وأنا صغير. التي صارت أماً بديلة لي، وذهبنا في رحلة طويلة ـ وأنا بعد في العاشرة ـ ولم أعد بعد.
الشعر: الذات المفردة في مواجهة الكون..
تقول الشاعرة البريطانية نيكيتا لانج ت :ضي رحمي : (لا تستهن بالشعراء أبداً/ انهم قناصة مُسلّحون بالكلمات / يعرفون كيف يصيبون الهدف بالعبارات/ وكيف يطلقون النار بالمقاطع/ وكيف يخلدون قتلاهم في أبيات)
الشاعر العربي جعل الشعر وسيلته وطريقته في مواجهة عالمه البدائي والقبلي البسيط الشعر سلاحه المدمي ضد عدوه وثيقته الأبدية لتخليد عشقه /حبيبته عبر الزمن فابتكر الأغراض الشعرية المتعددة،هو يمدح ذاته من خلال مدح قبيلته , ينتقم من عدوه حين يهجو, يخلد قصة حبه في ابيات الغزل واللوعة, يعبر عن حنينه حين يبكي على الأطلال .
يختار أشكالاً من الكتابة الشعرية فالتزم بالموسيقي والجرس ليغني الناس شعره, فالموسيقى ترتب عالم الخلود النهائي للنص ثم يتمرد عليها ليصنع عالما أخر في النثر وطرقاً جديدة ومغايرة وأكثر اتساعا ورحابة للمعني والحالة
الشاعر القديم احتوى الشعر والشعر احتواه فقال عنترة بن شداد :
(هل غادر الشعراء من متردم _ أم هل عرفت الدار بعد توهم) أي أن الشعراء لم يتركوا موضعاً لم يعبروا فيه بالشعر عن ذواتهم وعن صراعهم مع العالم ..
الشاعر حين يكتب فهو في مواجهة مع ذاته ومع العالم مع موروثه الثقافي وإرثه اللغوي. الشاعر الذي يستخدم قصيدته للتعبير عن صوته في مواجهة العالم لا يطلق صرخته لتذهب سدى في برية الكون، لكنه في مواجهة طوال الوقت مع نفسه, يخرج من جلده في عملية ميلاد جديدة ولائه فقط للكلمة بل أن وجوده نفسه قديكون مجردا في ديوانه، الأثر الذي يتركه ليدل على وجوده وعبوره في الحياة بل هو الدليل الأهم يقول محمد أبو زيد : (لا أريد أن أترك أثراً على وجودي، إلا الشعر. إلا قصيدة منشورة هنا أو هناك، إلا كتاباً يقرأه شخص وحيد مثلي، وربما يعجبه، وحين يبحث عن صورة لي لا يجد ما يدل على أنني كنت موجوداً إلا الأسطر التي قرأها. كنت بدون وعي أخلق حضوراً بديلاً لي عبر القصيدة. لم أكن أريد أن أترك أثراً إلا القصيدة. هذه التي كانت سندي وأنا صغير. التي صارت أماً بديلة لي، وذهبنا في رحلة طويلة ـ وأنا بعد في العاشرة ـ ولم أعد بعد.
في البداية كان
الشعر انتصاراً على العالم بالنسبة لي. انتصار على الموت والغربة والخوف والحزن
والاكتئاب وكل ما لا أستطيع فهمه.كنت أقرأ عن القصائد التي غيرت العالم وأقول
سأفعل مثل هذا، كنت أظن أن قصيدة واحدة بإمكانها أن تخرج كوكباً من المجموعة
الشمسية، بإمكانها أن تسقط أسلحة جنود في حرب عالمية جديدة، بإمكانها أن تبرئ
الأكمه والأبرص وتحيي الموتى. وكنت أصدّق هذا. الآن ما زال الشعر يمثل لي أكبر
انتصار شخصي على العالم، ليس لأنه يفعل هذا، بل لأنه يمنحني الحياة، لأنه يشجعني
على المضي قدماُ، لأنه يحافظ عليّ من أن أصير شخصاً لا أرغبه. لأنه انتصاري الصغير
والوحيد، لأنه مفتاحي الوحيد لأبواب الأسئلة التي لم أعرف إجابتها، لكنني على
الأقل فهمتها.
بينما يرى علاء خالد ان الشعر هو طريقه وطريقته لقول الحقيقة فيقول:
بينما يرى علاء خالد ان الشعر هو طريقه وطريقته لقول الحقيقة فيقول:
"بدأت كتابة
الشعر وفي نيتي أن اقول الحقيقة". مستوى حاد من البوح، ومع البوح هناك مخزن
للتفاصيل له علاقة بالطفولة على الأرجح، حيث توجد "الحقيقة" هناك،
مفارقة هذا الطفل مع العالم المحيط به. كانت هذه الحقيقة مغنَّاة، لها حس ملحمي،
كونها عبرت بذاكرة عدة أجيال لتصل إلى ذاكرتي في النهاية.
كان هناك أيضا نزوع سوريالي في بعض القصائد-
ربما لم أنشرها في ديوان- لنوع آخر من "الحقيقة"، بعد أن يضاف لها
الخيال، داخل هذه المناطق البينية التي لاتشغلها الذاكرة، أو تفاصيل حياتية منجزة،
بل تمتليء فقط بطموح اللغة حتى تصل لمسافة أبعد من الحقيقة. هذه المسافة التي ربما
يتأكد فيها القول الشعري بوصفه شعرا حتى ولو لم يتواشج مع واقعة حياتية، أو واقعة
ذكرى..
الشعر جدارية الميلاد والحب والموت:
يقول الشاعر محمد أبو زيد صاحب التجربة الشعرية الهامة والصوت المميز: ( اخترت الوحدة لأنها كانت طريقي للكتابة. فطبعت جلّ قصائدي، بتنويعاتها المختلفة. أول قصيدة لي كانت عن الموت، كانت محاولة للفهم. لماذا ماتت أمي؟ وماذا يعني ذلك؟ لم أحصل على إجابة فظل السؤال ينتقل من قصيدة إلى قصيدة. ومن ديوان إلى ديوان. لم أصل إلى إجابة، ويبدو أنني لن أصل. وأخشى أن أصل فأتوقف عن الكتابة. لكن ما أزعمه أن الأسئلة قرّبتني من الموت، جعلتني أفهمه أكثر. لم أعد أعاديه كما كنت أفعل في البداية، لم أعد ذلك الطفل المصدوم في موت أمه، كنت كمن خاض التجربة فعرف وفهم، وهو ما تجلّى في عنواني أول ديوانين لي ـ لم يصدرا لأنني قررت عدم نشرهما في اللحظات الأخيرة ـ كان الأول يحمل اسم "ربما أموت هذا المساء"، وكان الثاني قصيدة طويلة من تسعين صفحة عنوانها "يبدو أنني قد مت فعلاً"، وكان عنوان أول دواويني صدوراً يكمل هذين المعنيين "ثقب في الهواء بطول قامتي"، وهو عنوان قصيدة بمثابة أول مرثية لأمي ولي في نفس الوقت، وظل سؤال الموت ينتقل من ديوان لآخر حتى فتر تماماً، لا أعرف هل لأنني تعبت أم يئست من الحصول على الإجابة. فهل بهذا تخلصت من هذا السؤال المر؟ لا. لأنه تولدت أسئلة أخرى متشابكة معه، أريد أن أفهمها وأعرف إجابتها.
يمكن القول إن ما
حدث مع الموت، حدث مع قضية الاغتراب بالنسبة لي، ففي مطلع العام 2013 انتقلت للعمل
في إحدى الدول العربية، كانت تجربة جديدة كلية علي. وكتبت هناك ديواني "مقدمة
في الغياب"، كان الديوان بمثابة صرخة ضد الغربة. لكن الأمر تغير مع صدور
الديوان التالي بعد 3 سنوات "سوداء وجميلة"، كنت قد تصالحت فيه مع
غربتي، وجاء الديوان ـ حسبما أعتقد ـ ليحاول تفكيك مفردات هذا العالم الجديد عليّ
ويحاول فهمها، خفت نبرة الاندهاش والاغتراب، وظلت نظرة الشخص الذي ينظر من بعيد
لكنه فهم شيئاً ما.
ومن تفكيك العالم والوقوف على حافته في حالة أبو زيد إلى خفة في الروح ولذة في القلب
تقول الشاعرة جيهان عمرعن طقوسها في مواجهة الشعر وحيدة : (لا طقس لدي فالشعر يباغتك بالفعل رغم كونه نادرا وعزيزا ولكنه لا يطمع سوى في الانفراد بك ..وحيدا تماما وبعيدا عن الصخب ..فلا أحد يرغب في أن يراه الآخر عاريا وهذه تماما هي لحظة الشعر.. أنت عاريا ووحيدا تحت خيمة .. فقط شعور واحد يتكرر في كل مرة ..كلما بدأت في كتابة نص أشعر أن ذاكرتي مثقوبة،الكلمات صارت بمحاذاة قدمي ،وقلبي فارغ ،أي وعاء هذا الذي يفرغ ما بداخله أولا بأول،الانسان يرتوي بالامتلاء..وأنا مبتلية بافراغ كل شيء ، ثقوب كثيرة في وعاء من فخار،التسريب بطئ ولا يرى أشعربه ،خفة تتسلل اليّ ،بلل لطيف يرطب القلب،سريان لأشياء وهمية في مسارات الطاقة،حركة دؤوبة على مدار اليوم يبدو وكأنه ليس هناك امتلاء في هذه الناحية من العالم،أتحرك بخفة ، أسرع من خطواتي، أعدو،أنام،مثل زجاج مصقول ينزلق الماء وتخدشني الكلمات وقد أتفتت على نحو مفاجئ.)
ومن خدش الكلمات لمواجهة الموت تقول الشاعرة الأمريكية ميجي روبر في قصيدة النهايات ت، ضي رحمي:
(كل الشعراء المشهورين ماتوا أبشع ميتات /بفعل الحب/ أو الشراب/ أو الزمن/ في مكان ما يذكرني أحدهم/ بأن الجمال لا يزال موجوداً في هذا العالم / ليس في هطول مفاجيء للمطر / أو زهرة تيوليب في يد طفلٍ/ ولا في الأنهار التي تفيض حولنا وإنما- فقط - في حرصنا على ان نكون آخر من يغادر.)
بقول علاء خالد: أتصور أن الشعر يقف وراء أي شيء، بمعنى الحس الفلسفي المخلوط بحس وجودي، والاثنان مخلوطان بغموض المكان الذي تتكون فيه معادلة الشعر داخل نفس الشاعر وداخل الحياة. هذه التداخلات ربما هي الآن مكان/ ساحة لهذا الشعر، الذي ربما يفقد أحد أضلاعه لو لم يكن به قدرة على التفلسف الحر بلا فلسفة، أو إعادة صياغة الشعر داخل أفكار وإيقاعات يزدحم بها العقل الآن كالعدم والفناء والحياة والعبث، كلها تضع مستوى من التساؤل لاإجابة له...
ومن تفكيك العالم والوقوف على حافته في حالة أبو زيد إلى خفة في الروح ولذة في القلب
تقول الشاعرة جيهان عمرعن طقوسها في مواجهة الشعر وحيدة : (لا طقس لدي فالشعر يباغتك بالفعل رغم كونه نادرا وعزيزا ولكنه لا يطمع سوى في الانفراد بك ..وحيدا تماما وبعيدا عن الصخب ..فلا أحد يرغب في أن يراه الآخر عاريا وهذه تماما هي لحظة الشعر.. أنت عاريا ووحيدا تحت خيمة .. فقط شعور واحد يتكرر في كل مرة ..كلما بدأت في كتابة نص أشعر أن ذاكرتي مثقوبة،الكلمات صارت بمحاذاة قدمي ،وقلبي فارغ ،أي وعاء هذا الذي يفرغ ما بداخله أولا بأول،الانسان يرتوي بالامتلاء..وأنا مبتلية بافراغ كل شيء ، ثقوب كثيرة في وعاء من فخار،التسريب بطئ ولا يرى أشعربه ،خفة تتسلل اليّ ،بلل لطيف يرطب القلب،سريان لأشياء وهمية في مسارات الطاقة،حركة دؤوبة على مدار اليوم يبدو وكأنه ليس هناك امتلاء في هذه الناحية من العالم،أتحرك بخفة ، أسرع من خطواتي، أعدو،أنام،مثل زجاج مصقول ينزلق الماء وتخدشني الكلمات وقد أتفتت على نحو مفاجئ.)
ومن خدش الكلمات لمواجهة الموت تقول الشاعرة الأمريكية ميجي روبر في قصيدة النهايات ت، ضي رحمي:
(كل الشعراء المشهورين ماتوا أبشع ميتات /بفعل الحب/ أو الشراب/ أو الزمن/ في مكان ما يذكرني أحدهم/ بأن الجمال لا يزال موجوداً في هذا العالم / ليس في هطول مفاجيء للمطر / أو زهرة تيوليب في يد طفلٍ/ ولا في الأنهار التي تفيض حولنا وإنما- فقط - في حرصنا على ان نكون آخر من يغادر.)
بقول علاء خالد: أتصور أن الشعر يقف وراء أي شيء، بمعنى الحس الفلسفي المخلوط بحس وجودي، والاثنان مخلوطان بغموض المكان الذي تتكون فيه معادلة الشعر داخل نفس الشاعر وداخل الحياة. هذه التداخلات ربما هي الآن مكان/ ساحة لهذا الشعر، الذي ربما يفقد أحد أضلاعه لو لم يكن به قدرة على التفلسف الحر بلا فلسفة، أو إعادة صياغة الشعر داخل أفكار وإيقاعات يزدحم بها العقل الآن كالعدم والفناء والحياة والعبث، كلها تضع مستوى من التساؤل لاإجابة له...
شكر :لشهادات الشعراء : علاء خالد، جيهان عمر ، محمد أبو زيد
وترجمات: ضي رحمي
مصادر : قراءات في الشعر الأمريكي المعاصر، المركز القومي للترجمة
أماني خليل
"