الجمعة، نوفمبر 01، 2013

مشاركتي في ذكري رحيل طه حسين/ الاخبار اللبنانية.




القاهرة
 
بعد أربعين عاماً على رحيل «عميد الأدب العربي»، لا تزال أفكاره وأطروحاته موضع نقاش واهتمام الكتّاب المصريين الشباب، ونقاط اتفاق واختلاف ينطلقون منها في تجذير معرفتهم وترسيخها. ترى الروائية أماني خليل أنّ «عدم اهتمام المؤسسات الثقافية بإحياء ذكرى رحيل طه حسين أمر منطقي مع غياب الدولة ممثلةً في وزارة الثقافة.
هذه الأخيرة يفترض أن تكون قاطرة الحراك الثقافي في مصر وحاملة لمشروع قومي وطني للتنوير. لكن ما يمرّ به العالم العربي من حراك سياسي، خصوصاً مصر التي خاضت ثورة بانتفاضتين، وما يحمله هذا الحراك من أسئلة وإشكاليات تطرح على المواطن والجماعات والنخب السياسية يفرضان صراعاً حول ما يسمى الهوية الواحدة أو الهويات المتعددة. وهذا ما أشار إليه طه حسين منذ عقود».
وتواصل صاحبة رواية «الوهج»: «في ظل هذه الصراعات، تبدو وزارة الثقافة محوراً من محاور هذا الصراع، فكيف لها أن تقود قاطرة التنوير؟ منذ أشهر قليلة، كانت الوزارة تحت الحصار من قوى الظلام، وواجه المثقفون حروباً ضروساً مع الحكم البائد، وتعرّضوا للتهديد والإقصاء والعزل الوظيفي والتشويه والحملات الممنهجة حتى افترشوا الأرض دفاعاً عن الوزارة كرمز وعن الثقافة كمعنى وهوية. كان صراعاً بحجة التطهير وحقيقته التمكين والاستحواذ وفرض نمط ثقافي موحّد يرسمه الحزب الحاكم على حساب الرؤى المختلفة والانتماءات المكونة للشخصية المصرية».
وعن رؤيتها لمشروع طه حسين الثقافي، خصوصاً مؤلفه «مستقبل الثقافة في مصر»، قالت خليل: «لقد كان متقدّماً حين انتبه إلى صراع الهوية وحسمها لصالح شخصية مصرية ذات انتماء إلى المعسكر الغربي في التفكير، وأقر تشابهاً بيننا وبين ثقافات البحر المتوسط أكثر من كوننا شرقيين.
أقرّ بوحدة العقل الإنساني في المبدأ، وعزى الاختلاف بعد ذلك إلى الظروف المحيطة من الناحية السياسية والدينية وغيرهما... وأهمية ما تحمله رؤية صاحب «الأيام» برأيي تلك النزعة الوطنية والرغبة في صنع مشروع وطني قومي مصري مستقل غير متصارع مع الهوية العربية والإسلامية، لكنه ينحو إلى الأخذ بأسباب التقدم الأوروبية».
وتوضح خليل أن طه حسين سعى إلى مشروع تعليم ومحو أمية وثقافة وطنية تواجه ولا تعادي الثقافة الغربية بل تنظر لها كمكون شريك في الحضارة الإنسانية وليس كعدو وفق ما تروّج له خطابات دينية منغلقة ذات نفس طائفي ثقيل». «والآن ليس هناك مستقبل للثقافة في مصر بمعزل عن مشروع قومي للتحرر الوطني ولبناء الدولة الوطنية المصرية من أعداء الداخل كقوى الفساد والرجعية، ومن أعداء الخارج والمشاريع الاستعمارية الغربية؛ مشاريع الهيمنة السياسة والاقتصادية والثقافية»
 الشكر للصحفي:مدحت صفوت
 لينك المقال... لقراءة المقال كاملا بي دي اف

هناك تعليق واحد:

يا مراكبي يقول...

مُشاركة قيّمة للغاية، ومن أهم ما فيها تلك المبادئ الثلاثة التي ذكرتيها بوضوح:

1- منذ أشهر قليلة، كانت الوزارة تحت الحصار من قوى الظلام، وواجه المثقفون حروباً ضروساً مع الحكم البائد. كان صراعاً بحجة التطهير وحقيقته التمكين والاستحواذ وفرض نمط ثقافي موحّد يرسمه الحزب الحاكم

2- كان طه حسين كان متقدّماً حين انتبه إلى صراع الهوية وحسمها لصالح شخصية مصرية ذات انتماء إلى المعسكر الغربي في التفكير، وأقر تشابهاً بيننا وبين ثقافات البحر المتوسط أكثر من كوننا شرقيين.

3- طه حسين سعى إلى مشروع تعليم ومحو أمية وثقافة وطنية تواجه ولا تعادي الثقافة الغربية بل تنظر لها كمكون شريك في الحضارة الإنسانية وليس كعدو وفق ما تروّج له خطابات دينية منغلقة ذات نفس طائفي ثقيل