منذ كنت طفلة أتذكر مغادرتي المدرسة مع زميلاتي فنشرب سويا "البيبسي".و أننا كنا نلقي بحبات النعناع داخل زجاجة البيبسي فتصنع فورانا محببآ _ وننفجر ضاحكين... لكني لم اكن احتمل مذاقه القوي
الآن أحتاج اللي طعم النعناع الحارق أحتاج اللي تلك اللسعة القوية في فمي.
تلك القشعريرة اللي تنتاب الانسان حين يدخل الي منزله المكيف بعد عودته من يوم حار مبتلا بعرقه
تلك القشعريرة اللتي تجعل مسام الجلد تعلن عن تحفُّزها بالتكور.
وترفع الشعيرات كأنها سيوف مشرعة نحو المجهول!
مثل غسل الرأس بشامبو "مضاد للقشرة" وبماء بارد في يوم حار .وما ينتج عنه من احساس مشابه للسلخ الخفيف.
تلك المتع الصغيرة المرتبطه بالانتقال المفاجئ والطوعي من حالة الطبيعي العادي الي حالة الصادم والمفاجئ
أن أبحث خلف الاشياء ....أدس قدمي مثلا في رمال شاطئ ستانلي الحارة الخشنة عميقا لأصل اللي المستويات الأكثر نعومة وبروده .فتسترخي قدمي المرهقةالمربوطه بسبب"الكوتشي"داخل الرمال الحنونة البارده
علي نفس الشاطئ اجلس ليلا لاراقب الأضواء الخافتة الصادرة عن زورق صغير في عرض البحر لا يلبث أن يطفئ نوره لا بد ان ركابه تنتابهم تلك النشوة الهائله كونهم في ظلام الليل يتهادون علي صفحة المياه ويحيطهم المجهول من كل اتجاه.
فقدت الثقة في اراء الآخرين فيما يقرأون . واكتشفت أن"القراءه الجيدة "هي ما تجعلني انام بسبب التعب فقط.
وأنا أنتظر الصبح لأكمل ما كنت أقرأه...
هي ما تجعل جُمل الكاتب تدور في رأسي اليوم التالي بأكمله. ولا استطيع نسيانها شهور طويله
الروايه العظيمة لا استطيع نسيان ابطالها ولا مشاهدها . التهم اوراقها وتلتهم هي راسي تنطلق مباشرة اللي وعيي بسهولة.لكن كل جملة ومشهد هو حبات نعناع "عقلي" تحدث ذلك التأثير القوي والمنعش في نفس الوقت
متعه ان أنسلخ وأسلخ في ذات الوقت عن ذلك الاحساس الرتيب بالأمان
اجتر الذاكرة لحظات ركوب الكراسي الطائرة في مدينة الملاهي
احتفظ بقائمتي الجديده من المتع... كما احتفظ بعلبة من "مثبطات الألم"في ثلاجتي الخاصة.