الجمعة، نوفمبر 13، 2009

حبيبة عمر السابقه

الان اتذكر جيدا"عمر" صديق ابي كان عمر معارضا ليبيا لاجئا بالقاهرة هربا من بطش" النظام الليبي "كاتب ومثقف ورسام.ومختلف
مثل معظم اصدقاء ابي.
اتذكره الان جيداكان ابي يصحبني اللي زيارة صديقه عمر في_ منفاه _في غرفة صغيرة فوق سطح احد عمارات منطقة التحرير.
الغرفه ضيقة جدا ومرتبة لا يوجد بها سوي سرير وكرسي وكثير من الكتب في تلك الفترة التي كنت ازور فيها ابي بعد طلاقه من امي كان يحكي لي عن موهبة عمر وعن بطش وقسوةالنظام الليبي ضد معارضيه.
في ذلك الوقت كنت صغيرة جدا علي استيعاب هذه الامور اتذكر انني كنت في السابعة تقريبا حين اجلس علي طرف السرير او علي ساق ابي لأنه كان لا يوجد كرسي اضافي للجلوس حين نزور عمر.
مرت فترات طويله تباعدت فيها"بطبيعة الامور"زياراتي لأبي قبل ان تنقطع لفترة طويله. لكنه كان حريصا كل مرةان نزور "عمر" في بيته او في مقاهي او مطاعم عديدة.كان لا يجد عملا ويعتبر معدما تماما لولا التفاف بعض المصريين المثقفين حوله في ذلك الوقت الذي كانت تسمح فيه مصر بوجود معارضين ليبيين "تحت السيطرة"علي اراضيها شريطة عدم القيام بأي نشاط سياسي
بدأت شخصية اخري تنضم لنا وهي زهور. "زهور"فتاة خليجيه ابنه حاكم من الاسرة الحاكمة في تلك الدولة زهور مثقفة تكتب الشعر وترسم ايضا. بدأت قصه حب بين عمر وزهورعلي ارض القاهرة لكن كعادة القصص الشاطر حسن لا يملك مهر الاميرة...لا يملك مالا ولا نسبا اميريا بدويا ..ولا يملك اي مستقبل في حقيقة الامر لم يكن يملك سوي

رأسه ويديه اللتين ترسمان عام وعامان وخمسه اعوام تمر علي تلك القصة
التي لا تغيب عن سمع الامير العربي والذي تصله تحذيرات عن نية الحبيبين للهرب والزواج في دولة اوروبية
يفاوض الامير اينته الشاعرة الموهوبة للتراجع عن نيتها الزواج والهرب. يعقد معها صفقة..كما حكي لي ابي بعد ذلك بسنوات حين بدأت استوعب الامر
تقضي الصفقه بالتخلي عن الليبي المعدم
وأن تتزوج احد افراد الاسرة الحاكمة درءا للحرج و في مقابل ان تكون زهور "شاعرة الدولة "وان يقام مهرجان سنوي شعري تحت رعايتها وان تصبح نجمة اغلفة المجلات في الخليج ولبنان وان يكفل لها حرية الحركة الي اوروباوالعالم
حسمت زهور امرهاو تمت الصفقه... وتزوجت زهور مواطنها حسب رغبة ابيها وصارت اهم شاعرة في الخليج ولم اعد اراها مع عمر واختفت من القاهرة ولكنها صارت نجمة علي غلاف المجلات وصارت ربه الشعر والادب في بلدهااما عمر فقد تحسنت احواله نسبيا واستطاع نسيانها او تناسيها قام باستئجار شقه من غرفتين بعد ...!سنوات ثم من ثلاث غرف
عرفه الكثير من المثقفون المصريون اصبح له جمهورا يشتري لوحاته. ثم اقام مرسما صغيرا ليعلم الاطفال الرسم ليستطيع تكسب عيشه....لكن احوال عمر لم تتجاوز "الستر "ابدا ولم يعد الي ليبيا حتي الان ما زال بالقاهرة
واصبحت زهور شاعرة الخليج الاولي
بحثت عن كتاباتها الشعرية من فترة قصيرة فلم اجد الا بضعة دواوين ازعم انني لم اجدها بعد تلك السنوات _الطويله حوالي عشرين عاما _ تحمل اي موهبة عميقة...او روحا محلقة
كانت فقط تذكرني بأنها "فقط"حبيبة عمر السابقة

هناك 7 تعليقات:

Mahmoud البطراوى يقول...

حلوه اوى القصه .. رغم انى حاسس انى بشوفها فى الحياه يوم باسماء مختلفه .. بس السرد رائع

Lasto adri *Blue* يقول...

Brilliant ya Amani!

Enbee يقول...

بنت القمر

الحياة مليئة بالقصص والوجوه وبشر يتلاقون ويفترقون... وتظل قصصهم في الذاكرة.. لتبرق في الذهن في لحظة لتكتب هاهنا ... ويعرف نفر من الناس أنها وجدت في يوم من الأيام

تحياتي العطرة

Unknown يقول...

تطور غير متوقع في تكنيك السرد عندك برافو يا اماني استمري بقي ها استمري

أحمد جمال يقول...

سردك رائع الجمال رغم ان القصة بتتكرر يومياً ..

سعاد الصباح مش كدا ؟

بنت القمر يقول...

باراكودا...لستو ادري.. شمعون.. بطوط... احمد جمال... اشكرك جميعا

Hany M. El-Hosseiny يقول...

القصة غير صحيحة، فالفتاة الخليجية كانت في الحقيقة متزوجة (أو ربما مخطوبة) لإبن عمها (الذي أصبح حاكما للإمارة) وقاومت كثيرا الضغوط العائلية، ولم تصبح على علاقة بحكومة بلدها إلا بعد أن خبت علاقتها ب "عمر" بفترة طويلة.
الهدف من التصحيح: ربما تزامن انطفاء الحب مع قبول التواطؤ مع الواقع، وربما كان انطفاء الحب أحد عوامل قبول التواطؤ، المدهش هو استمرار "عمر" في عدم قبول الواقع أو التواطؤ معه.