الخميس، سبتمبر 16، 2010

لن تطيق صبرا

ربما علاقتك عزيزي القارئ بالارقام ليست جيدة وربما يتعذر عليك قبول بعض المقارنات اللاحقة ولكن دعني اخبرك انه ربما لن تطيق معي صبرا.

اولا ربما قدعرت باستياء لما تمر به السيدة كاميليا شحاته او تملكك الغضب علي حريتها المصادرةكفرد وعلي حقها كمواطنة في اختيار طريقة حياتها ومعتقدها بامان وحرية دون ان تتعرض لها الدولة او المؤسسات او المجتمع بسوء ها تشعر احيانا بالتوحد معها وان كنت مختلفا عنها في الدين او الجنس او بعيدا عنها في الجغرافيا حسنا ذلك حقأ امر مؤلم لكن اليس وفاة حوالي الف مصري في حادث العبارة السلام 98 اشد اسفا واكثر الما علي النفس اليست مقارنة حياة شخص بحياة الف شخص مقارنة ظالمة ام ان قضية الغرقي سقطت بالتقادم ربما لا تعجبك المقارنة يا عزيزي لكن اريدك ان توزان بين اكثر اسي هل في حياة فرد ام الف فرد؟؟!

دعني اسوق لك مقارنة اخري اعمل فيها عقلك فقط ايهما اكثر فداحة حل وفاة الالف غريق في حادث العبارة ام فقدان لوحة زهرة الخشخاش؟؟ لعلك تشعر الان بضيق؟! هل اللوحة تقارت بروح طفل؟ بدماء شاب فقد زهرة شبابه؟! بالف صرخة زرعت في الف بيت مهما بلغت قيمة تلك اللوحة؟؟ دعني اعتبر تلك المقارتة جائزة بحساباتي الشخصية ودعني اشرح لك اليست اللوحة تساوي 100مليون جنيه الا يساوي هذا المبلغ علاج 500الف شخص بواقع 100 الف جنيه ممن يرزحون تحت وطأة امراض مزمنه تملا جنبات هذا الوطن_ مرضي قلب وسرطان وفايروس سي؟؟ يمكنك الحساب ثم الاجابه... لااريدك ان تخبرني عن القيمة الحضارية والفنية التي لاتقدر بمال وعن ان الدولة يجب ان تعالج الفقراء ثم تسعدهم بلوحات عالمية نحن نعيش في العالم الثالث يا عزيزي لسنا الدول الاسكندنافية!!

عليك ان تختار بين الفن وبين الموت بين المتعه وقيم الحضارة وبين حقك ان تعيش انت واحبائك معافي من المرض وتخبرني فقط اختيارك..

حسنا ربما الان تفهم وجهة نظري قليلا قيمة الانسان في الحياة بصحة وحرية مهمة وحياة الف مواطن اكثر اهمية وحياة مئات الالوف معافين من المرض والاعاقه هدف ليس اسمي منه هدف يوفره فقط المال والحكمة في انفاقه..

وحين تخسر الدولة مليار و300الف جنيه في صفقة بيع اراض دولة يحتكرها النظام ويوزعها علي رجال اعمال فاسدين لك ان تتخيل كم سينقذ هذا المبلغ من بشر كيف يستطيع تحويل حياتهم الي نعيم بعصي سحرية كيف ينقذهم من الجهل والمرض والفاقة..

كم فرصه عمل يستطيع ذلك المبلغ المهول توفيرها؟ وكم شقه وكم مقعد دراسي في مدرسة راقية وجامعة؟ كم بحث علمي يمكن انجازة؟ وكم ابتكار يمكن تنفيذه؟!

دعنا الان نترك كل تلك الارقام حيث تفاضل بذاتك بين السيئ والاكثر سوءااليس الاكثر سوءا اننا ربما نعتقد زورا اننا محبوسين في عنق زجاجة الوطن اللي قريبا ستنكسر او نخرج منها معافين.. ولكن ذلك ربما لن يحدث ويورثنا النظام الالي ذاته عبر ويث مدني او من خلال امتداد المؤسسة العسكرية ثلاثين عاما قادمة

!!

هناك 6 تعليقات:

الجــــيرة والعشــــرة يقول...

أعتقد إنه مش من العدل التعامل مع قضية كامليا شحاتة كقضية شخص، الموضوع مش موضوع كاميليا شحاتة، لكن حكايتها سوف يكون لها تأثير على الآلاف بالطبع، فهي قضية عامة يمثلها حتى الآن شخصين، و قد يكون هناك المزيد في المستقبل.

أما بالنسبة لما نملكه من قيم فنية، مقابل حياة كثير من الناس والتي تتوقف على جنيهات معدودة. هو طبعا كدة كدة الحكومة مش مهتمة قوي بالفن، ولكنه إرث ترى إنه يجب الحفاظ عليه، وأعتقد إنه مفيش دولة محترمة لا تحافظ على ما لديها من فنون وتحاول أن تنميه، ولكن هناك مصادر أخرى بالطبع للفقراء، وأنا أرى إن الشعب يستطيع أن يستغنى عن الكثير لو كان فعلا جاد في مساعدة الفقراء.

الشعب المصري حاليا يملك الكثير من الوسائل اللي بتزود مصاريفه وتضاعف أعباؤه بصورة مزعجة، أصبحنا نصرف الملايين على مكالمات المحمول، وأسعار الموبيلات أصبحت تحصد الآلاف من جيوب المصريين، أصبح من العار مواجهة المجتمع بموبايل بسيط يناسب احتياجاتك، ولا غنى غن موبيل غالي يملى العين حتى لو مش هنستفاد بكل إمكانياته.

وأصبحت الدولة تصرف الملايين أيضا على مباريات كأس العالم والدوري الأنجليزي، وكأس أمم أفريقيا، وأصبحت من المسلمات بالنسبة للفرد المصري، مهما تضاعف ثمنها. دة غير سلع غير ضرورية يصرف عليها بالملايين، يعين فيها أية لو عدى رمضان من غير ياميش؟؟

على لطفي فكر مرة إنه يوفر فلوس الياميش بتاع رمضان، لقى نفسه برة الوزارة، وماكنش عدى عليه كام شهر قاعد على الكورسي :).

لو الناس جادة في التعامل مع ملف الفقراء، فهم بالتأكيد لديهم القدرة في اقتصاد النفقات وإنقاذ حياة المرضى في مصر.

الجــــيرة والعشــــرة يقول...

أعتذر لتكرار التعليقات، تم إزالة ما تم تكراره. :)

بنت القمر يقول...

ولا يهمك
التعليقات عالميل شكرا ليك جدا

محمود المصرى يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم

بداية احب اقول ان الارقام مش دقيقة شوية :)

اولا الميت مليون يكفوا لعلاج الف شخص فقط بواقع مائة الف جنيه لكل شخص .
ثانيا الدولة لم تخسر مليارا وتلتميت الف فقط بسبب الاراضى المنهوبة بل 800 مليار جنيه اى ما يوازى ميزانية الدولة فى سنتين ونصف , ويوازى حجم الدين الخارجى اربع مرات ويوازى موارد قناة السويس التى دخلت مصر منذ تأميمها الى الان .

بالنسبة بقى لكاميليا القضية ليست قضية فرد بل هى اكبر من ذلك بكثير , هى قضية نظام مستبد وكنيسة تتضخم تحركها اجندة خاصة بها , لكن حتى لو كانت قضية فرد فأنا اؤمن ان الفرد وحده يكفى لينتفض الناس ,وبالتالى فالادانة لا تكون منصبة على من تحرك من اجل فرد بل على من سكت رغم قتل الف فرد .
تحياتى

قلم جاف يقول...

جملة اعتراضية :

قضية قطار الصعيد أهم ألف مرة من العبارة ، ويكفي أن الموالاة والمعارضة تخلوا عن الضحايا الذين سقطت قضيتهم بالتقادم الثنائي ، وياريته الخمسي ، إلى درجة وصلت بأحد نواب الحزبوطني عن المنطقة التي وقع فيها القطار قبل عام على الأوربيت ليزعم ، وبوقاحة ، أن الحادث كان قضاءاً وقدراً.. بما أن البعض صار يفصل القضاء والقدر على مزاج سيادته..

يا مراكبي يقول...

تختلف القضية باختلاف المنظور الذي نرى به الأمور

فربما رأى شخص آخر أن القضية الفردية لا تمثل فردا بل تمثل قضية شعب أو طائفة بأسرها

هذه عموما نقطة خلافية لا يمكن حسمها بسهولة

وإن كنتُ أنا أميل إلى أن هناك ما هو أهم بالفعل لكي نهتم به كما ذكرتِ أنتِ هنا في التدوينة