الاثنين، يوليو 16، 2012

القلب بيتنهد.

الفتاة السمراء "حارسة العقار" كثيراُ ما كانت تغضب من زوجها ,لتترك له البيت عائدة بالطفل الي بيت أبويها. تقول أحياناً كسول ,أو بخيل او أمه تتدخل كثيرا. أقول لها اصبري وثابري ورابطي انه الزواج يا عزيزتي.!.

تعود بعد اسبوع او عشرة ايام. بعد محاولات إصلاح من هنا وهناك.. عادت مرة أخري من اسبوعين حكت أنها بحثت عن سيارة اجري لتعود بها من أطراف المدينة. لم تجد .وقفت حائرة, والشمس حارّة في كَبد السماء ,والطفل ينزلق من بين يديها من فرط التعب والحرارة, لا أحد يقلها. الخوف يظلل الجميع,حتي توقفت لها سيدة في سيارة ملاكي اقلتها الي سموحةحيث نصف البلد ,لتستقل سيارة اجرة اخري لبيت أهلها,حكت كيف كانت تخاف من السيدة صاحبة السيارة. والسيدة خائفة ايضاًمن الراكبة المجهولة. غريبتان فقط يجمعها الطريق!.,

لم يهمها ابداً انه ترك العمل من شهور. ولا امه دائمة التدخل. ولا ضيق المعايش. كان ما يذبح روحها عودتها وحيدة دون ان يكلف خاطره بتدبير توصيلة لها.!

تطلب الطلاق للمرة العاشرة وتصر عليه.ولا اصدقها كالعادة.امس لاحظت انها _وعلي غير العادة_ تركت منابت شعرها يغزوها اللون الابيض دون ان تحرص علي استعمال الحناء او الصبغات استعدادا ًلعودة في يوم قريب الي بيتها ورجلها. اصدقها الان. لقد سقط الرجل في وسط الطريق الحار الذي عبرته وحيدة مع طفلها .سقط من روحها للأبد.,

_حزن شديد بحجم السماء حزن يقتحم كل شيئ يدفع ضلفات الشيش .مثل ريح الشتاء باصكاك عظيم ليعلن عن دخوله المهيب. حزن يبتلع الموجودات.وسيجارة واحدة غير كافية علي بعث الطمأنينة من مرقدها.حتي البحر اصبح مخيفاً. السيارات علي كورنيش استانلي تعبر الطريق بثقلها وركابها معتمدة علي اعمدة الخرسانة..تبدو قوية آمنة تماماً. لكنها ليست المدينة الاولي التي تخون فيها اعمدة الاسمنت ثقة المدن

أيام علي اجترار الخشوع الرمضاني..بينما القمر يسبح في رحم السماء والشاطئ هادئ ومتبختر وكل شيئ مفعم بالغواية. الصيف ليس موسماً للعبادة. الصيف موسم للجنون والعبث..حين تحل النوات وينفض موسم الضيافة والغواية وتعلن السماء غضبها وترسل امطارها لغسل المدينة من ادران غوايتها وفسقها السابق فتصبح الصلاة مستحقة. والطهارة كاملة.يقول لي في امسية ما أن ليلي مراد سيدة جميلة. أقول له ان بها شيئا ما غلط. شبئأ في تكوينها وبناينها الجسماني. ربما طلاء شفتيها المبالغ. يقول لي أنها اناقة ذلك الزمان حيث تجلس علي(المرجيحة) الوردية ذات الحبال الذهب.واطفال صغار يرتدون تاجات ملائكية يحومون حولها.

. بينما ترتدي فستانا بسيطاً و تسريحة بلاستيكية الطابع. ليس لها قُصّة نعيمة عاكف. ولا دلال هُدي سُلطان ولا التحدي الصارخ لجمال ليلي فوزي. وربما هذا ما ميزها!

انها امراة لا يوحي وجهها بالكثير ولا تكمن الفتنة في ملامحه. انها ككل امرأة عداها .لا تفلح عضلات وجهها في رسم ابتسامة حقيقية من القلب . بينما يفعل طلاء الشفاه ذلك ! صوتها يعجز عن كبح موجات الشجن. تغني:أنا زي ما انا وانت بتتغير..انا زي ما انا عمر الهوا قصير او تغني: القلب بيتنهد..مش عارفة كده ليه... والفرحة بتجدد لما قابلت عينيك.. بينما صوتها يكذب فرحة اللحن وابتسامة مصطنعة .ما تقوله عيناها المرفوعتان بالاهداب الي السماء!
القلب بيتنهد/ ليلي مراد


هناك 5 تعليقات:

Carol يقول...

أحببت قصتك
و أسلوبك جدا..
و كلامك عن صيف الإسكندرية و شتائها
عن الرجل الذي سقط في الطريق
و أبتسامة ليلى مراد الزائفة
فعلا أحببت كلماتك .. لأنها ببساطة صادقة :)

Entrümpelung يقول...

Succès ... S'il vous plaît noter les nouveaux sujets toujours

بنت القمر يقول...

شكرا جزيلا لكلامك مرورك يا كارول...نورتيني انا كمان متابعاكي

Karim Ali يقول...

هادئة.. جميلة.. تحياتي :)

يا مراكبي يقول...

Sigh

ياما في الحياة صور بتخللي الواحد يتنهد

وهو في الحقيقة .. بيصعب علبه حالُه