الأربعاء، سبتمبر 08، 2010

My Heart Belongs to Daddy

كانت الفتاة الصغيرة في الخامسه من عمرها،حين كان ابيها ذو الكف الكبيرة الدافئة يجلس في صدر غرفه المعيشة الانيقة يلقي ملاحظاته القاسية علي مسمع زوجته " صانعة الطعام "يخبرهاانه لا يحب طريقتها في لف رقائق الحلوي.. ثم يتحدثان عن"الطلاق" الفتاةذات الخمسة اعوام تسأل في أعماقها كيف يا تري يلفون الحلوي جيدا يا تري؟ يخبرها ابوها ذو الكف الكبيرة ان بامكانها اللعب مع ابنه الجيران خارج الشقة قليلا. تعلق كلمة" الطلاق" في ذهنها ثم لا تكترث ..فلم يعد ابيها يؤنب امها بعدها علي اي شي. مرت سنوات مع امها في البيت الجديد تذهب الصغيرة لزيارة بيتهم القديم تخرج في صحبةذو الكف الكبيرة لزيارة شوارع المدينة،تشرب معه الشاي في الكازينوهات علي شاطي النيل او يزوران برج القاهرة حيث يطير شعرها مع الهواء ، تمشي معه في شوارع وسط البلد شارع شريف، شارع فؤاد، جروبي، الامريكين، يبحث عن طعام ليأكلاه سويا،لو ليشرب هو القهوة او البيرة احيانا ،و يمضيان الوقت في زيارة السينماومشاهدة اخر الافلام.يصحبها الي حلاقه الخاص ليغسل شعرها ويصففه حيث ليس باستطاعته الدخول للكوافير.ثم يعودان اخر النهار متعبين في المساء تستمع وهي في حضنه حين يحدق في النجوم المطلة من الشرفه التي يحلو له افتراش ارضيتها الي "الكروان"الذي تحبه كثيرا _رغم انها لم تراه ابدا_ يصدح فوق فيلا مجاورة.الكروان هو اللحن وحضن ابيها هو العالم علي ضيقه، في بعض الاحيان يستقلان القطار لزيارة الاسكندرية يبيتان سويا في فنادق محطة الرمل القديمة امام شاطئ البحر يصحبها ابوها في الامسيات للمشي علي الشاطئ المزروع بالمربعات الاسمنتيةالتي تصد الامواج، يصطحبها لمشاهدة مسارح الاسكندرية العتيقة عالم تكتشفه الصغيرة بصحبة ابيها،كون كامل ابوها مركزه وعموده القائم، ابوها هو العطر هو الصمت هوماكينة الحلاقة هو الدفءالامان، تمشي خلفه مهرولة بقدر اتساع خطوتها لتري العالم الذي يقدمه هبة خالصة لها

تزور معه جدتها الانيقة البضة تستمع بحضنها ، تسألها بحنان بالغ عن احوالها واحوال امها تعي الصغيرة في هذه السن ان هناك مكان اخر "مصر الجديدة حيث يسير "المترو"لينقل الناس من محطة محل الورد الي محطة محل الاحذية ،بدلا من التاكسي الذي قد لايقف لابيها بسهولة ،جدتها تضع عطرا اسمه" خمس خمسات "وتداوم علي الاستحمام بينما ابيها يضع البينو سلفستر ،و يلحق ذقنه كل صباح

سنوات تمضي تعرف الصغيرة صديقات ابيها ،السمراء بقصة شعرنجوي ابراهيم والشقراء ذات الملامح الاوربية، والمدخنة بشراهة، الصديقات اصبحن طرفا ثالثافي نزهتها مع ابيها ولصغر سنها لم تشعر بضيق او غضاضة لوجودهن ابدا .كانت تحصل علي رقيقات كبيرات يحببنها ويرغبن في الحصول علي ابيها عن طريقها، ولا يجدن في وجودها العابر مشكلة!صديقة تظهر ثم تختفي وتليها اخري ثو تختفي كان اكثر ما يضايقها في عامها التاسع وصلات البكاء الحارة عندما تلتقي احداهن بابيها في لقاءٍ اخير ثم لاتلبث ان تختفي من حياتهما للابد، ثم يخبرها ابيها حين تسال عن احداهن بانها تزوجت وآن وقت الرحيلـاصبحت المفردات العصية علي فهمها اثنتان" الطلاق" ثم" الزواج".. ما هذا العالم الذي لاتفهمه؟! وما هي تلك الكلمات الغامضه التي تتحكم في علاقات البشر وتجعل عالمها قلقاومتوترا...

في الثانية عشرة يخبرها ابوها ان جدتهاماتت... لم تشعر بسوء بالغ للخبر،لكن الكلمات الغامضة تزيدمفردة جديدة .الطلاق،الزواج،ثم"الموت" ولكن يظل ابيها مركز الكون وبوابته

في السابعه عشرة الشقة تختلف والحي يتغيرالفلل الصغيرة يتم هدمها واصدقائها الصغار يرحلون اللي مناطق اخري، ابراج سكنية تظهر يقبع الرجل كفارس اخير في شقته ناقماً علي الضوضاء التي يصدرها الجيران الجدد كما ينقم علي العالم اكوام من الكتب والمجلات تقبع فوق مكتب ابيها تبدأ في لفت نظرها نشرات نادي السينما، كتب عن الفلكلور الشعبي المصري ، دراسات في علم الاجتماع ،كتب لماوتسي تونج،روايات مترجمة اسماء كثيرة تسمعهامثل تي اس اليوتـ بودلير ،ابو العلاء ،عالم ابيها يصبح رجاليا جدا وتختفي النساء من عالمه نهائيا. لم تساله لماذا لكنها في ذلك السن ايقنت ان العابرات اللي الماضي كن غريمات امها تشعر براحة لرحيلهن عن حياته، بعدذلك يخبرها ابوها ذات مرة انه يمكنه اجراء اي عملية حسابية في ثواني كان يدعوها اللي كتابة اي عملية والحصول علي نتيجتها فيخبرها بالحل الصحيح فيلحظات فيزيد انبهارها به يذهبان سويا اليعمله في جامعه القاهرة يمضيان بعد الوقت مع زملاء العمل الذين يثنون علي جمالها ويخبرنها انها" كبرت واحلوت" بعد ذلك بسنوات يخبرهافي احدي الليالي انه اقوي رجل في مصر فتصدقه ..يخبرها ذلك بغضب مكتوم لم تعرف سبباله يقول عنه نفسه انه "الدكر" الوحيد في مصر الذي تحمّل الطلاق والوحدة . كانت الجملة غريبة ايضا لم تعرف عنه الا انه ابيها فلماذا يدعوانفسه دكر !!وكيف تحمل الطلاق اليس هو السبب كما اخبرتها امها. هل الطلاق شيئ سيئ؟الم تراه يوما يبكي او يشكوا..

في الثلاين من عمرها وعت كل شيئ وصارت كل المفردات واضحة كسنون السكاكين تلتقي به قبل احتضاره بايام فيخبرها بالسر الاخيرانه لم يحب الا صانعه الحلوي"امها" ويخبرها انه كان يرغب في العودة اليها مرة اخري ،ولم تملأ مكانها امرأة اخري ..وترك لها ميراثا من الاسئلةوالالم ورحل..الرجال الوافدون علي حياتها لم يكونوا يشبهون ابيها وكانت تبحث عن عطره في ثنايا جلودهم وعن ملمس كفه في مصافحاتهم لم تعد تسمع الكروان ابدا في صحبة اي منهم فلم يكن احدهم ابيها

My Heart Belongs to Daddy

هناك 6 تعليقات:

Amr Ibrahim يقول...

جميلة اوي طريقة السرد

Unknown يقول...

يصحبها الي حلاقه الخاص ليغسل شعرها ويصففه حيث ليس باستطاعته الدخول للكوافير

جميله يا موني بس من غير مناطق كانت حتبقي احلي

فاتيما يقول...

يااااااه ع الرقة

كنت جاية اعيد عليكى يا امانى
و اقولك كل سنة و انتى طيبة
و اقولك كمان انك وحشتينى قوى


روحتى رديتى من غير ما الحق
و كتبتى حاجة ف غاية الرقة و الروعة

فيه ذكريات مشتركة ف الجيل بتاعنا
عاملة زى الشفرة
محدش بفكها غيرنا
لأننا عشنا الزمن دا
و يتهيالى و انا بجرى بين السطور
انى شامة ريحة البحر و شوارع وسط البلد و الخمس خمسات و حكاية الحلاق دى انا عشتها مع بابا لما امى سافرت سنتين ...كأنك بتوصفينى ى ى ى

كل سنة و صاحبة القصة
حبيبة ابيها
و مردها إليه


عيد سعيد عليكى
يا نور القمر

يا مراكبي يقول...

أكثر الناس حظا هو من يكون والديه - أحدهما أو كلاهما - أقرب ما يكون للمثالية المطلقة من وجهة نظرهم الخاصة فيتمنون أن يكون شريك حيانهم أو أبنائهم هم نسخة مكررة من هذلاء المثاليين

Layla يقول...

انها عقدة اوديب داخل كل منا

قصة رائعة

اميرة بهي الدين يقول...

انا عارفه الحدوته دي مع اختلاف التفاصيل
عارفه الحدوته وعارفه اطرافها
شفتهم وقابلتهم
مش حاقول عشتها لكن عشت شبهها
وبدل اسكندريه المعموره
وبدل الحلاق الرجالي القهوه
والفنادق وفنجان القهوه وكوبايه عصير المانجه
وبدل العابرات الثلاث كان فيه خمسين عابرة
وسمعت مره جمله انا ضحيت بنفسي علشانكم ومافهتمش مين ضحي علشان مين بايه
وعارفه الجده بس ماكانتش انيقه كانت فلاحه
وعارفه يوم ماماتت
وعارفه اسئله يعني ايه طلاق وجواز وموت
وعارفه الريحه اللي كانت البنات بتدور عليها علشان تشم ريحه ابوها
مين اللي كتب الحدوته دي ، انا ولا انت ولا بنتي ولا بنت صاحبتي ولا صاحبتي شخصيا
ولا مين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟