الثلاثاء، أبريل 24، 2012

أُرجوحةأبريــــل.

اليوم ابريلي مغبر ,الهواءُ بارِد ,بينما الشمس في وسط السما.ء. ذرات التراب تحرق انفي. في الطريق الي معمل التحاليل المسرح الروماني علي يميني بحجارته البيضاء ونقوشه ذات الاحرف اللاتينية,والعمارة القديمةذات الاسانسير العتيق الذي يشبه العلبة علي يساري. المسرح مغلق لاعمال الترميم بجواره مباشرة مدرسة للغات بالوان قبيحة . علي بعد عدة شوارع السور الغربي الاثري جَثَم علي صدره كازينو ومركز للشباب.!

افكر في دعوة صديقتي الآتية من القاهرة لرؤية المسرح ,ولكن الفكرة تبوء بالفشل.المكان مغلق مغلقّادلف العمارة واصعد علي قدمي افرد ذراعي للفتاة واوصيها أن "بالراحة دراعي بيزرق"تدس الحقنة, تبدأ في سحب الدم, تندفع بضعة قطرات, ثم يتوقف الدم, يبدأ الالم في التزايد ,اكظمه للحظات وانا انظر من النافذه, ثم اصرخ :في ايه؟؟

تقول:انت مفطرتيش ومفيش دم ماشي في العرق! تدس السن الي مسافات اعمق ,وتحركه يميناً ويساراً,تخرج قطرات اخري ثم تسحبه للخارج مرة اخري. موضع السن كأنه حريق ٌفي الاوردة!

أعود الي الشارع مرة اخري. تجلس سيدة تنظم السيارات وتأخذ الاجرة انه "مِعَلمة" المكان ملامحها تشي انها عربية ,حواجب كثة عريضة, وعيون كبيرة وسمار عربي؛ لكنها ترتدي الحجاب المصري الشعبي. علي عكس الشابة في المعمل التي ترتدي ما يشبه الحجاب الخليجي . انه تطور الزمن لا اعرف كيف كانت السيدة في شبابها تتعامل مع خواجات الحي كيف كانت تشعر حيالهم ,هل كانت تراهم اغراباً؟ لابد انها عاصرت الاحتلال واكذوبة العيش المشترك في المدينة ام كانت تأكل العيش ايضاً بدون وجع راس؟!

اعود للبيت, أكره تلك السلالم ,مثلما اكره الاسانسيرات! اكره كوني ضائعه بين نقطتين. بدون ارض واضحة اقف عليها.اكره السلالم واكره كوني لم اصل بعد. وان الهدف لم يدنو,ومازال عصيًا علي يدي.. اشعر ان علي الاسراع دومأ لالحق ما يجب لحاقه. فلا أكون كالذين" لا اللي تحت شافوهم ولااللي فوق سمعوهم" تحت سياط من العجلة تمضي حياتي!!!

في المساء الجميع مشغول بناتي يذاكرن او يتحدثن في الهاتف. زوجي يتابع فيلما امريكيا ًباهتمام شديد. وانا اصنع الكيك في المطبخ ساعه واخري وثالثة تمر..اتابع الجميع بينما لا احد يعرف ماذا افعل لا احد يوجه لي الحديث اشعر قليلاً. بالاستياء وكأني كائن مخفي او كأني سراب .باتابع الفيلم بنظرات خاطفة واتعجب من هوسه بالافلام الاجنبية التي يتابعها..احمد الله ان الهوس ليس بمباريات كرة القدم!!.
.علي الشاشة" شين بين" يبدووجهه مدورأ كوجه الشامبنزي! هكذا يخيل لي اعتقد انه ربما هو استياء عابر.. اندس في السرير غضب عارم يعتريني ,من التجاهل, من الالم. من التراب. من الخوف. من القلق. من كل الاشياء غضب مكتوم يوشك علي الانفجار.

قلبي يدق بعنف شديد يخيل اللي ان من يقترب مني ربما يكاد يوشك ان يسمعه.الم في ساقاي ايضاً ,اتكوم في وضع الجنين لقد كبرت هذا العام . لقد اصبحت ذاكرتي اكثر ارتباكاً . ابحث بهوس عن اقاربي البعيدين. اتذكر اشياء من الماضي السحيق بدون اسباب واضحة وانسي اشياء قريبة جداً. تري ماذا ينقصني من امراض الشيخوخة؟ اشعر اني اتشّمع في مكاني يا الله!!

. ارغب الان في بيت منفصل .ربما غرفة منفصلة ,تلفزيون خاص ولابتوب ,وبدون هاتف يمكن ان اتحكم في درجة حرارتها واضائتها اتحكم منفردة في كل المفردات..بعد ان تنتهي كل الالتزامات الاسرية المعلقة في رقبتي الي يوم الدين.يوما بعد يوم اصبح اميل للوحدة وعزوفاً عن الكلام ينتبه سكان البيت اخيراً الي تطبع ابنتي علي وجهي قبلة صامتة قبل ان تنام . يأتي زوجي اخيرا ليقبع بجواري نشاهد فيلما لكاميرون دياز اطفأ انوار البيت واروح في نوم عميق.

هناك تعليقان (2):

Carol يقول...

حلوة كلماتك
بما فيها من مشاعر مركبة
شعرت بالبطلة، بألم وخذ الإبرة
و عدم أرتياحها و هي معلقة بين نقطتين
و الوحدة وسط أهل بيتها
و الرغبة في الانعزال بعيدا عن الانتظار، هي التي تتحكم في إيقاع حياتها \أعجبني أسلوبك جدا

حبيبـــــــة القمـــــر يقول...

افتح عيني بشئ من الكسل انظر حولي لأجد كوبا من القهوة تداعبني رائحته وهو بجانبي يهمس في عذوبه صباح الورد اعتدل في مكاني ... احاول فهم مايجري.. يلتفت الي معاتبا ماهذه الحرب التي كنتي تخوضينها .. انظر في ذهول .. فيرد بقبلة حانيه علي جبيني ويقول .. كابوس ؟؟
لا عليكي ...
انا هنـــــا

عزيزتي بنت القمر ان كان الواقع كابوس خانق فاجعلي الاحلام مقبرتا له

دمتي بخير