في ليالي حليم

حين اضائت اشاره المرور بالاحمر وتوقفت بالسياره علي بعد امتار من البيت في حي الوزاره وعلي جانبي مبني الحزب الوطني القديم والانيق كانت الريح تعوي والشبورة
تلف المكان الشارع خاليا الامن بضعه ماره يجرون سريعا خوفا من نزول الامطار
الهواء كان مخيفا كأنه سوف يقتلع الشجر والبشر من اماكنهم وفجأه دفع الهواء بسله كبيره للقمامه في وسط الطريق من الجهه المعاكسه في طريق السيارات التي كانت حتما ستصدم بها محققه كارثه
كنت استمع حينها الي عبد الحليم حافظ يقول
الليالي ...الليالي
من بعدك والي جرالي
سهرني الشوق غربني الشوق
دوقني الشوق طعم الحرمان في الليالي
في رائعته المفضله لدي حاول تفتكرني
وفي افضل مقاطعها
كان حراس مبني الحزب الوطني يرون امامهم سله القمامه الكبيره ولا يحركون ساكنا
ينتظرون سيارة مسرعه لتصدم بها فقط!!!ا وكان وظيفتهم فقط في حمايه المبني وارواح البشر لها رب يحميها

فجأه
فتاه انيقه صغيرة تقريبا في العشرين
ترتدي حجابا انيقا وبالطو شتوي لا يقل تمنه عن الفين جنيه
تعبر الشارع وتحاول سحب السله الكبيره التي تفوق وزنها اساسا
سحبتها في اتجاه الرصيف لتحمي السيارات القادمه
وتابعت سيرها في هدوء بعد ان مسحت يدها بمناديل من حقيبتها
سلبيه حراس الحزب وايجابيه الفتاه
كانتا مفارقه
وكأن روح عبد الحليم كانت حاضره وكأنها ابت الا ان يكون كل شئ في موضعه
وان تضيف لحدث بعضا من الاناقه والانضباط من زمن ولي
كان صوت حليم لايحتمل بجواره
النداله والسلبيه الحاضرتان بقوة في الموقف فظهرت الفتاه في المعطف
كانها ملاك ليل
يحمي المارة
************************
كل سنه وانتم جميعا بخير