الاثنين، فبراير 11، 2008

الشريعه والسياده المنقوصه


الاحتماء بشريعه اجنبيه مثل الاحتماء بجيش اجنبي كلاهما شر ينتقص من سياده الامه فالشريعه الاجنبيه تعيد صياغه المجتمع وبمضي الوقت علي اسس مختلفه وقيم مختلفه بحيث تنقل خصائص المجتمع الذي صممت من اجله الي الواقع الجديد اذن فهي غرس جديد
اما الجيش الاجنبي فهو نسبي من حيث انه ظاهرغير مستور ومؤقت بطبعه استمراره او استجلابه لا يقضي علي زرع او قلعا

عندما تطبق شريعتك اتقف علي قدميك الطبيعيتين لا علي ساقين خشبيتين لتطمئن الي سلامه قوامك و وثبات وقفتك وانتظام خطاك ..ان تحرر الاقتصاد من التبعيه والاحتكار ان تجاوز الثقافه عقدة الاجنبي

ان الشريعه في هذا السياق لاتنصرف الي الشريعه الاسلاميه وحدهالكنها تستوعب شريعه اي قوم اينما وجدت ديارهم وايا كانت ملتهم

تانيا الشريعه ليست نصوص وبنود الدستور المعتمده وانما الكلام بينصب اساس علي فلسفه الشريعه ومنطلقاتهافالشريعه مصدرها الله وفي حاله الجرائم فأم الشريعه معنيه اكثر باصلاح الناس بدلا عن عقابهم ويقبل الشارع التجاوز عن الحق في التبليغ ويؤثر الستر ويدعو الي العفو

ثالثا انه ليس من باب الالتزام العقيدي ولكن من باب الاستقلال الوطني والانعتاق الثقافي والحضاري

فكيف نبلغ ما نريد وهو اقامه مجتمع عربي او اسلامي ونحن نستند الي شريعه لمجتمع فرنسي او بلجيكي

الامر الرابع ان الانحياز للشريعه ليس معناه اغلاق الباب علي ما عندنا او غيرها من صور الاعتزال ولكنكان الاولين يخوضون غمار افكار اجنبيه وهنديه ويونانيه وفارسيه فقد اقتبس المسلمون الخندق من الفرس واختار عمر نظام الخراج من النظام الكسروي..

لانبالغ حين نقول ان استقلال مصر وضعفها وقوتها كان يمكن رصده من خلال الابتعاد عن الشريعه او الاقتراب منها تاريخنا السياسي يؤكده ويؤيده وعندما احتل الفرنسيون مصر انشأ المجمع الفرنسي العلمي في اول جلساته دعوة الي النظر في التشريعات الموجوده ودعوة الي اصلاحها!!وطلب نابليون الي الديوان احداث تغيير في التشريع المطبق لكن اعضاء الديوان رفضوا الاستجابه الي الرغبه وفشلت المحاوله وعندما تفشي الضعف في جسد الامبراطوريه العثمانيه وكانت مصر جزءا منها كان القناصل الاجانب يضغطون الاعطاء رعاياهم مزايا وامتيازات خاصه وهو ما ترجم الي نظام المحاكم المختلطه الذي لم تكن مصر لتقبله لولا حاله ضعفها

لكننا نلاحظ انهابان الثورة العرابيه 1880 وفي ظل تنامي شعور المقاومه والمد الوطني قرر مجلس النظار برياسه سامي البارودي وضع تقنين وطني للبلاد مستمد من الشريعه

ولكن كل ذلك انهار ابان الاحتلال البريطاني لمصر والذي شاءت اراده المحتل ان يحدث ما يسمي مذبحه الشريعه وان تستبدل قوانينا بقوانين المحاكم المختلطه المستقاه من القانون الفرنسي

ولا تعود الشريعه مرة اخري الا عقب ثورة 23 يوليو حين خاضت الثورة منذ ميلادها بكثير من معارك النضال الوطني الي نهايه الستينات

فهمي هويدي .. التدين المنقوص

تلخيص واختيار بنت القمر

يتبع

هناك 12 تعليقًا:

عين فى الجنة يقول...

طبعا سمعتى عن الاب روان وليامز اسقف كانتربرى الذى اقام الدنيا ولم تقعد بعد فى انجلترا والعالم عندما صرح بانه تطبيق بعض جوانب الشريعة الاسلامية فى بريطانيا امر لايمكن تجنبه
طبعا الرجل الشجاع واجه طوفان من الانتقادات لتصريحه ده ، وهو كان يقصد تقنين الممارسات التى يقدم عليها المسلمين المقيمين فى انجلترا فى حياتهم من زواج وطلاق وميراث وغيرها من المعاملات المالية وجعلها فى اطار القانون بدلا من ان تكون قانون خاص بتلك الجاليات موازى للقانون البريطانى
وعلى الجزيرة كان فى واحد مسلم بريطانى واضح ان اصلة من مصر بيعارض بشدة تطبيق الشريعة فى انجلترا
وبالمناسبة كان فى رواية كتبها واحد انجليزى عن لندن فى المستقبل القريب وتبدأ فصول الرواية بوصف صوت الاذان للصلاة يرتفع فى سماء لندن تعبيرا عن اتجاه السير الحتمى للتاريخ
تلخيصك للكتاب جيد واعتقد انك ممكن تشيرى الى الفصول التى تم تلخيصها فى كل بوست
وبعدين عاوز اسأل هو انتى بتقرى الكتاب وبعدين تكتبى ما علق فى ذاكرتك منه ولا بتفتحى الفصول وتلخصيها بطريقة مباشرة؟

صوت من مصر يقول...

انا مش بحترم الى يخالف عقيدته عشان حاجه هبله زى مانا شايف المهم هو شىء واحد الله الوطن الشعب مبارك طبعا

بنت القمر يقول...

الاستاذ راجي
طبعا ما سمعتش للاسف عن الاب روان
وليامز
الحقيقه الراجل اللي هو هويدي لما اتكلم عن الشريعه
كان يقصد الشريعه المحليه لاي شعب ولو حتي الهندوسيه في الهند
لانه شريعه بنت البيئه اولي بمعالجه قضاياها
و وربط الشريعه بالسياده وهو ربط خطير لان طبيعي الشريعه في مصر الاسلاميه وربطها بفترات الازدهار والسياده وفترات الانحطاط والاحتلال
الكتاب فصول مختلفه غير متصله والجزء الاول كان مقدمه والتاني اسمه السياده المنقوصه بس هو في وسط الكتاب
بلخص ازاي ها اقول لحضرتك؟؟
الفصل ده حوالي 8 صفحات الي 10
اقراهم كويس واهضمهم واستوعب الفكرة العامه
وهي السياق التاريخي لفترات استعمال الشريعه في مصر والنقاط اللي ممكن تؤخذ علي استعمال الشريعه
ابتدي الخص اني احط خطوط بالرصاص فوق رؤوس الافكار يعني فترة الثورة العرابيه او الاحتلال الانجليزي ذاكرهم في صفحه ونص
انا اختصرت التفاصيل وذكرت السياق التاريخي نرتبا علي هيئه رؤوس اقلام مع الحفاظ علي نص الكاتب يعني دي الفاظه ومصطلحاته مش مصطلحاتي عشان عيب العب في النص ضد الامانه
انا اصلي دارسه تاريخ واتعلمت كده من قراءه كتاب ممكن يوصل ل800 صفحه ازاي تلخص وتوصل للفكرة الاساسيه وتصيغها مع الاحتفاظ بمفردات الكاتب
عموما كل ما يكون الكاتب كبير يكون تلخيص كتبه صعب لان كل كلمه لها تأثير وكل تفصيله لها فايده وحرام تتلغي
واحد زي هيكل مستحيل تلخص كتبه
لانه كل كلمه لها فايده ووزن ولازمه ولو بعد فترة
تحياتي

بنت القمر يقول...

صوت من مصر
عشان حاجه هبله زي ما انا شايف
هو حضرتك شايف حاجه هبله ؟؟وايه هيه؟
معلش مفهمتش

الطائر الحزين يقول...

استقلال مصر وضعفها وقوتها كان يمكن رصده من خلال الابتعاد عن الشريعه او الاقتراب منها تاريخنا السياسي يؤكده ويؤيده

الله يفتح عليك وعليه

تحياتى

عين فى الجنة يقول...

الحقيقة ده كتاب مهم فعلا وتلخيصك لم يخل بالمعنى
لكن على فكرة انا شايف ان الاحتفاظ باصل جمل وكلمات المؤلف فى حالة التلخيص ما هو الا عبء ومجهود ممكن تعفى نفسك منه وتعرضى ما هضمتيه بلغتك الخاصة ، لان حكاية الامانة العلمية دى فى حالة رسائل الدكتوراة عندما نقتبس من كتاب يجب ان نشير الى الكتاب والكاتب فى الفهرس
اما عن موضوع الشريعة فهو من الموضوعات الساخنة هذه الايام لان فعلا هوية المسلم لن تكتمل الا بتطبيق الشريعة عن طريق التفسير المستنير الذى يتفق عليه حكماء الامة
لان المشكلة هنا لها شقين
الاول : هو النجاح فى ابتكار نظام سياسى يسمح بتطبيق الشريعة من حيث المبدأ مع تطمين الفرقاء السياسيين على ان تطبيق الشريعة لتنظيم المجتمع لا يعنى ان تكون الدولة دينية ودى الحاجة اللى مخوفة الناس التى تناصب الشريعة العداء ، انهم بيقولوا ان من سيتولى الحكم تحت نظام الشريعة لن يمكن مراجعته لانه فى هذه الحالة بيكون المقدس والالهى فى مقابل الوضعى والانسانى فتتحول الى دولة ثيولوجية اى ديكتاتورية دينية على نفس النمط اللى كان سائد فى اوروبا فى عصور الظلام عندما كانت الكنيسة مسيطرة على الحياة كلها وكانت قاطعة النور والمية عن العلم والاقتصاد
الثانى : الاتفاق على التفسير الذى يناسب العصر للقوانين التى تنظم المجتمع وتكون متفقة مع مقاصد الشريعة
لان زى ما بيقولوا الشيطان يكمن فى التفاصيل وطبعا لان هناك ميت الف تفسير لكل حاجة حسب اتباع كل مذهب فده حيكون مجهود شاق جدا عاوز احتشاد لكل طاقات الامة بكل مذاهبها
فياترى فهمى هويدى تطرق لهذه الجوانب وقال فيها ايه؟

ذو النون المصري يقول...

تلخيصك نقل الافكارالرئيسيه لللكتاب بصوره جيده جدا
بالنسبه للموضوع السابق من ازدواجية التعليم فاعتقد انه لا احد له درايه و فهم الا و اشار لها كسبب من اسباب التدين المنقوص في مصر و العالم الاسلامي عموما و الازهر حاول يتطور بتدريس العلوم الحديثه لكن للاسف لازال التيار الغالب هو التيار الانفصالي بين العلمين
اما بالنسبه لتطبيق الشريعه فاعتقد انه ضروري لكن مش بايدي من نعلمهم
لكن بايدي مستنيره لانهم لو طبقوه فلن نري منهم الا التضييق علي الحريات الشخصيه و ربما نشات جماعات امر بالمعروف و النهي عن المنكر علي النمط الطالباني او السعودي

مي بهاء الدين يقول...

ألف شكر يا قمر

أصل انتي عملتي فيا جميل جامد أوي
محسوبتك مالهاش تقل على قراية الكتب الكبيرة للأسف...بس انتي بكل بساطة وجمال خليتيني اقرا واعرف حاجات في سطور قليلة مختصرة...ثوابك كبيييير

تحية جامدة جدا
:)

بنت القمر يقول...

الطائر الحزين
طيب كويس ان الموضوع لاقي قبولك اهلا بيك وخليك متابع الفصل الجاي دسم جدا
تحياتي

بنت القمر يقول...

راجي
فكرتك عن الشريعه وانفصالها عن العلم وموضوع الكنيسه في العصر الوسيط هو ما ناقشه هويدي في الفصل اللجاي اللي ها الخصه تابعه من فضلك وفيه اجابات لكل اسئلتك
تحياتي

بنت القمر يقول...

نون المصري اهلا بيك التعليم ابحث عن التعليم ولا حظ يا نون انه مقصرش تطبيق الشريعه علي الاسلام ولكن ان اتكون من البيئه نفسها صنع محلي حتي تناسب المجتمع لا تكون دخيله عليه
ولكن اللي عاوز يطبق دلوقت بتاخد عليه زي ما قلت نظان طالباان او النظام السعودي كأن هوة ده الاسلام ستات لابسه اسود ومطوعين تضرب الناس عشان تصلي اما مواجهه الفساد وزاقامه العدل والكفايه فكل ده ملوش محل
تحياتي

بنت القمر يقول...

مي بهاء
منورة يا مي مبسوطه اوي ان الموضوع عجبك
مبسوطه ان في ست عندها خلق تقرا مواضيع تقيله كده وتستفيد خليكي متابعه البوست الجاي حلو واخر ما ها اقوم بتلخيصه منورة مي
تحياتي