تعلق يصل الي حد طلب الشفعه والدعاء برد الغائب ومنح الولد والزوج وقضاء الحاجات الانسانية التي لا يمنحها القدر بسهولة أو يأخر استجابتها...
زرت المقام المهيب من شهر المسجد نفسه والمنطقه المحيطة أيضا منطقة الحسين منطقة مصرية صميمه كأنها لوحة من الموزاييك تعكس تناقضات الحياة في مصر بكل حدتها وقسوتها .الباعة الجائلين ومفترشي الارصفة ممن يرغبون في مجاورة المسجد الطاهر او من شدوا الرحال لزيارته من اقاصي الصعيد والريف بعضهم يمارس التسول أو البطالة والتسكع. وبين ومرتادي المنطقة ذوي السيارات الفارهة الذين أتوا لزيارة المنطقة كنوع من السياحة الداخلية ولتناول وجبة في المطاعم المنتشرة ذات الاسعار الباهظه
علي باب المسجد يقف حارسه لابتزاز المرتادات للصلاة من خلفه مكتبه فيطلب بإلحاح "بركة الحسين" في جباية رخيصة لا يقابلها اي خدمة تقدم سواء كتاب دعاء ,او نظافة للارضيات والسجاد او اي نوع اخر من الخدمات في مكان المفترض ان له قيمة دينيه كبيرة وايضا يعتبر مزار سياحي.... يعني تبخل وزارة الاوقاف او السياحة عن تعيين شيخ او حارس حتي لشرح الاهمية التاريخية والدينية للمسجد!!
واتذكر بأسف المساجد في كل دول العالم التي تحطي باحترام وتقدير وتعامل باعتبارها مزار سياحي وديني في نفس الوقت ويتم استثمار ذلك تماما وكذلك الكنائس ايضا
صليت المغرب علي السجاد ذو الرائحة الخانقة بسبب تشبعه بالمياه من اثر وضوء مرتادات المسجد. وحينها اصابني وسواس ان جبهتي حتما ستصاب بمرض جلدي من اقدام الاخريات !
بعد الصلاة تم فتح باب المقام وهي صالة صغيرة يطل عليها مسجد الرجال والنساء في نفس الوقت بداخلها سور معدني مزين بأيات قرآنية قمت بتصويرها لروعتها ويحوط السور المعدني المقام المغطي بأغطية مظرزة ومزركشة.احد المشايخ يردد بعض الادعية ويؤمن مرتادي المقام خلفه أعتقد انها تجربة روحية عظيمة ومن اجمل اللحظات الي مررت بها خففت قليلا من بؤسي لحال المكان وحال الوطن الذي لا يعطي المكان حقه!
احد لسيدات دفعت بكيس "بونبون" الي داخل المقام لينال بركة الحسين في حين نهرتها الاخريات الي حرمانية ذلك فالحسين لا يبارك البونبون ولا يمنح الزوج او الولد ولا يملك دفع الاذي او جلب الخير فقد لقي الحسين حتفه مقتولا وجذت رأسه
لكن الغريق يتعلق بأستار الحسين وبمرقده!
الصورة : لسور المرقد المعدني المحلي بايات قرآنية من تصويري الشخصي