قطة سيامي حرة

لم اهتم كثيرا بتحديد مشاعري نحو القطط.. لم اشعر برغبة حقيقه في اقتناء قطة يوما ما بل أن هذا الخاطر مرعب جدا بالنسبه لي , في حين تقتني امي قطة تلو الاخري منذ سنوات. وتحرص دوما علي إغوائي باقتناء واحدة

قطتها السياسيه السابقه التي جلبت "لها " العار حين حل وقت التزواج بطلب رفيق فاضطرت الي منحها وقتا خاصا في بيت احد المعارف لتعود حبلي بست قطط ثم لا تلبث ان تغادر  منزلنا نهائيا بلا رجعة..ينظر خالي المهاجر الي بلاد الثلج ان سلوك امي ذات الاصل الريفي أنه سلوك خواجاتي راقي. 

فامي تقدس قطتها و تطعمها معنا علي نفس السفرةوفي نفس الاطباق احياناتقبلها من فمها وتتركها علي حجرها بالساعات

..تسمح لها بالمبيت في سريرها وتشاركتها نفس الاغطية... تذهب بها الي طبيبة بيطريه وتحرص علي اعطاءها المطهرات وقطرة العينين

اقتناء قطه بالنسبه لي مسؤليه لا استطيع تحملها ابدا....ولا أرغب ايضا لم اعرف "خطورة" تحمل مسئولية كائن حي قبل ان احصل علي ابنتي... ولا ارغب في مزيد من تحمل مسئوليات كائنات اخري

الكائن الحي ليس كائنا فقط كماضي ولكنه يكون في الحاضر وسيكون في المستقبل...لا أتعامل معه ككائن بل كحي...حر..هكذا خلقه الله

 ولكن ليس هو فقط السبب الوحيد لرفضي اقتناء قطة او جوز عصافير اوسحلفاة اقتناها  لا يكلفني الاشوية"خضرة"
اعتقد ان اقتناء الحيوانات في البيوت هو نوع من السادية _وهو ما ارغب ان اقوله لخالي

... يا عزيزي في بلاد الثلج... وأنا اعلم انك تقرأ الان كلماتي وربما تندهش او تغضب لقد خلق الله القطط لتقفز فوق الاسوار  واتنام علي الارصفة لتتزواج وقت ما تشاء بمن تشاء

 رغم أنها مجرد حيوانات فقد خلقها الله حرة  تشرب من بركة مياه بفعل المطر اوتأكل بقايا وجبة سمك في المخلفات لكنها حرة

منتهي الانانية التي نمارسها ان نحبس  قطة لنستمتع بولاءها التام ونشعر باحتياجها لنا نستمتع باستسلامها للنوم تحت اقدامنا  ونخبر الاخرين دوما كم نجحنا في جعل تلك الحيوانات اسيرة لنا, ولاحتياجها ولخوفها من المجهول خارج جدران المنزل

 كيف انها لطيفة لاتطيق الابتعاد عنا دقائق ةغاية ما تتمني ان تتمسح في اقدامنا!

 بينما نري اسنانها تسقط مع الزمن لانها اعتادت علي طعام القطط المعلب, ان نداعب  العصافير الملونة بنتهي السعادة بينما اجنحتها تضعف من عدم الطيران ثم تموت من الاكتئاب بفعل الحبس في القفص..

 افضل ان امارس انسانيتي بترك القطط تقفز فوق الاسوار ومراقبه العصافير علي الاغصان حرة