الثلاثاء، أكتوبر 23، 2007

قصه قصيره...قضبان القطار


اتت الفتاه الجميله ابنه الطبيب التركي القادم من استنبول الي مصر في الثلاثينيات فقد كان منتدبا لعلاج المصريين في زمن كانت مصر تستجلب الاطباء ويطلق عليهم الحكماء جاء من استنبول وسكن مع ابنته احدي القري في الدقهليه

كانت بيضاء جميله ذات بشره بيضاءذات شعر قصيرو ثائررشيقه ولها نظره حالمه ذات ثقافه واصل راقي وحيده ابيها جاءت الي وطن جديد وعالم جديد واحلام كثيرة
اما هو كان ريفيا او فلاحا اقطاعيا يملك مئات الافدنه من اسره ذات سطوة ونفوذ مما صبغه بنوع من الصلف والتجبرلاسرته ثارات متوارثه مع اسرة منافسه....تلقي تعليما متوسطا كان وقتها يعتبر نوعا من التميزالشديدانتقل الي القاهرة للعمل بوزارة المعارف وتزوج وانجب من قريبته وهو صغير السن جدا خمسه ابناء كان الزواج امتثالا لرغبه ابيه الصارمه

التقيا في قريته البنت التركيه والشاب المصري ذو الاصل واللهجه الريفيه وذو الخمسه اولاد.....تحابابجنون وعشقها بشغف وهي هامت في سمرته ورجولته وقوة شخصيته
كان ما يفرقهما اكتر من ما يجمعهما صدمه ورفض ابيها فكيف تتزوج وحيدته من فلاح مصري وهي من يتقاتل عليها شباب الاتراك الارقي والانقي

اما هوفلم يقف في طريقه شئ ولم يجد ابوة غضاضه من تزويج ابنه الي بنت بيضاء تركيه تغيظ زوجه ابنه الاولي التي تجرؤ علي الشكوي احيانا!!!وكان يعتبر الاقتراب من كل ماهو تركي وقتها فخرا وابهه!ا

في شقه جميله بالقاهرة بحي مصر الجديده تزوجا بعد ان تم الطلاق الهادئ بينه وبين الزوجه الاولي
تزوجا لكن سرعان ما اختلفا وتصادمت افكارهما وثقافتيهما ولكنهما استمرا خصوصا بعد ان جلبا للحياه اربعه ابناء ولم يكن احدهما ليقبل بتبعات الطلاق

كانت نظيفه انيقه راقيه تهتم بالنظام والنظافه الي حد الهوس تسمع الموسيقي وتقرا الشعر وتلقي باعواد الثقاب في اماكن خفيه لتتأكدمن اخلاص الخادمه وكفاءتها في التنظيف ولا تتواني عن عقابها بشده اذا قصرت في اخلاصها للعمل
اما هو كان متجبرا متباهيا بماله ساخرا وفوضويا الي اقصي حد لا يكترث لادوات المائده ولا بمواعيد محدده للطعام
لا يتورع عن جلب اقاربه وفلاحين ارضه الي صالونها باحذيتهم المليئه بالوحل علي سجادها الفخم متلذذا بنظره الحسره في عيونها ساخرا من هوسها بالنظافه!!ا
عاشا منفصلين تحت سقف واحدلا يتكلمان الا لحاجه
ولا يتشاركا الطعام الا نادرا

رفض كل منهما الاخر وكانا نتاج عالمين مختلفين مثل الماء والزيت يتجاوران ولا يمتزجا مثل قضبان القطار لاتلتقي ولا تفترق ابدا

كنت اراه وانا صغيرة وسنوات عمري بعدد كف اليد يغسل فمه ويخلع طقم الاسنان فكنت اشعر برعب شديد وبرهبه منه فهوفي عيون طفله كان خارقا يستطيع خلع اسنانه بيده!! ومن مثله؟؟وكان يري الخوف في عيوني فلايطمئنني ابدا بل يطلق ضحكه مجلجله تهز المكان فقط تاركا اياي فريسه الخوف

مات وتركها بعد مرض قصيرلكنها حزنت عليه حزنا شديدا وانفطر قلبها بعده اصابها الحزن بالمرض رفضت الحياه بدونه كيف؟ ولماذا؟ لم اعرف ابدا
كيف فلم اري لمحه حب بينهما

ولم اراهما يحتفلا بالعيد علي نفس المائده الا نادرا

كيف حزنت ولماذا كرهت الحياة من بعده ولحقته بعد فتره

وبقي السؤال اين كان هذا الحب طوال تلك السنين

كيف استطاعت ان تخفيه
هل التقيا بعد الموت هل كان يحبها ايضا وتكتم هذا الحب
ام بقيا قضبان قطار

__________________

اهداء الي روحيهما...جدي وجدتي

هناك 28 تعليقًا:

اسكندراني اوي يقول...

قصه جميله
واقعيه اوي
شفناها كتيييييير
انا شخصيا شفتها ياما اوي اوي

والغريب في الامر ان بعد وفاه احد طرفيها لا يعيش الاخر اكثلر من شهور او اسابيع

اعتقد ان دي اللي بيسموها العشره
بكسر العين وتشكين الشين


او قد يكون ما يكنه كل منهما للاخر من بقايا حب


لكن المؤكد انهما سيلتقيان في عالم احسن من عالمنا


لكي التحيه

عدى النهار يقول...

ياترى شكل حياتهم كان ممكن يكون إيه لو كانت بدون القطيعة التى تحدثت عنها واللي واضح من كلامك إنها صحبتهم مع بداية حياتهم مع بعض رغم زواجهم عن حب.. ده شىء ممكن إنتى تتخيله ويكون قصة قصيرة أخرى

يبدو أن الأتراك ، رجالاً ونساءً ، كانوا يعيثون فى أرض مصر زواجاً

:)

أُكتب بالرصاص يقول...

يمكن اول مرة اجي عندك


لم اقرأ غير هذه القصة

عجبتني جدا



تحياتي

فى القلب يقول...

مممممممممم
ليك جده تركى أنته

ده انت فالد تبقى قمر

هههههههههه

دى فعلاً فالد مش ولد

القصه دى طريقتك فى الحكى فيها روعه و سلاسه و ابداع

goodman يقول...

قصة رائعة وتستحق ان تكون فيلما

يا مراكبي يقول...

حلوة كلمة تعليقاتكم المهذبة دي

ما علينا

القصة بجد جميلة .. لكن النقلات بين الأحداث الرئيسية كانت متسربعة وخاطفة .. كانت محتاجة رتم أهدى شوية

ربنا يرحم الجميع وبأتمنالك التوفيق دايما

sara يقول...

حلوة القصه

يمكن انا عشتها بس العكس ..جدي تركي ولما نزل واستقر في مصر اتجوز مصريه ...

ماحاولتش اعرف ايه اخبار الحياه ما بينهم ولا صراع الثقافات ...جدي مات وانا صغيرة اوي ..فضلت جدتي هي اللي عايشه لحد فترة قريبه ..اللي بسمعه منها عنه انه كان جبروت بس طيب وحنين عليها وعلي اولاده ومامتي بتأكد الكلام دا .. يمكن عرفت منها ان اول حاجه شدته ليها كان جمالها اللي فكرة بجمال الاتراك وعيلتها لأنها كانت بنت عمدة البلد اللي نزل فيها ... بس اللي اكيد متأكده منه ان امي كانت بتحبه اكتر من جدتي

ياااااااااه ..دا انتي فتحتي ببوستك دا ماسورة ذكريات مش هاعرف اقفلها


عموما كفايه رغي لحد كدا ..سلامي وتحياتي ..وبوستين للبنات

Desert cat يقول...

نفس القصة دى بعيشها فى بيتنا حاليا
بس ما اظنش ان لو حد فيهم ودع الدنيا التانى هيحزن عليه كل ده
او الله وحده يعلم ما فى القلوب
تحياتى

Unknown يقول...

أنا جاية أسجل الحضور و راجعة

أشكرك من كل قلبى على مساندتك دى يا قمر الأقمار الأرضية و الفضائية و البحرية كمان أنت حاسة فى تعليقك ان اختى عمالى تضحك و تطبطب عليا

ربنا يديم علينا نعمة الصداقة الحلوة دى يا غاليا

Muhammad Mammdouh يقول...

شوفى احلى واحد قريتلة بيكتب القصص والرويات كان الراحل تشلز ديكنز اكيد كلامك كلة كان واقع بس صدقينى انبسط جدا جدا وحسيت انى مابضيعش وقت وده احساس مهم

بنت القمر يقول...

اسكندراني اشكر مرورك
بس العشره بكسر العين للاسف ما بانتش في حياتهم
ناس كتير ما بتخدش بالها من اهميه اللي حواليهم
اشكر مرورك

بنت القمر يقول...

عدي النهار
فعلا عندي فكره تانيه لقصه قصيره
اشكر مرورك
تحياتي

بنت القمر يقول...

اكتب بالرصاص
شكرا لك

بنت القمر يقول...

في قلبي
شكرا لمرورك يا قمر خت صفات السيئه من الاتنين
الشكل منها فقط لكن الطباع مشتركه بين العند والدأب

والقلق والهوس بالمواعيد
يلا الله يرحمهما ويرحمني
تحياتي

بنت القمر يقول...

جود مان

علي المجامله شكرا

بنت القمر يقول...

يا مركبي اهلا بسيادتك اول تعليق
فعلا كنت بحكي بسرعه عشان النيه اني اكتب قصه قصيره
ومطولش علي القارئ واوصل الفكره بسرعه
كنت عاوزة اهرب
من التطويل والمط والتفاصيل عشان دي طبيعه البوست
بس شكرا جدا علي الملحوظه
تحياتي

بنت القمر يقول...

نون النسوة
تصدقي انا برضه مش عارفه ايه فتح ماسوره الذكريات عندي الله يرحم الجميع وما يقلبش علي حد مواجعه تحياتي وسلامي للبنات

بنت القمر يقول...

ديزرت كات
اشكر مرورك الاول
ما تستغربيش
النفس الانسانيه غريبه
ولو حد منهم مات ممكن تلاقي العجب وتقولي وكان كل دا فين من زمان
بقولك
النفس الانسانيه الغريبه
تحياتي

بنت القمر يقول...

عاليا حليم
اشكر مرورك ومنوره تاني سماء البلوجات تحياتي
ومتكرريهاش
تحياتي

بنت القمر يقول...

mo7amed mamdo7
اشكرك بشده
تحياتي

الأستاذ يقول...

إيييييييه ده؟
هو فيه كدة؟
ما شاء الله , كل حاجة حلوة القصة ومافيها
والحب اللي فيها
والواقعية حتى لو كانت واقعية
مع أطيب تمنياتي بالرحمة لجميع الأموات
تحياتي

غير معرف يقول...

شوفى
بما انى عشت نفس القصة بين أبواب بيت جدى وانطبعت على والدى وعماتى وأعمامى فى حياتهم بما أنهم تزوجوا كلهم مصريات

لكن كانت العكس
كان هو اللى تركى وجدتى مصرية
الله يرحمهم بقا

فمصدقة كل كلمة انتى قلتيها
ومستوعباها كويس جداا
لكن اقولك حاجة
مهما كانت الاختلافات بينهم
فرابط العشرة والزمن و طيف الحب اللى جمعهم
بيجعل كل منهم معتاد على الآخر بكل عيوبه
وبكل مساوئه
لدرجة تجعل الحياة لاتطاق لو اختفى اى من الطرفين
فعلا بتبقا الحياة ملهاش معنى وقتها

تسلم الأيادى

Iskanderani يقول...

مساء الفل عليك يا بنت القمر؛

شكراً علي زيارتك لمدونتي المتواضعة فقد جئت لرد الزيارة وتمتعت بكل مافي المدونة من تاج أو قصة قصيرة

تحيات إسكندراني في بلاد الله الواسعة

momken يقول...

قصه جميله وعرفتى تختصريها اختصار شديد جدا ومكثف جدا وجميل جدا
اهنيكى على اسلوبك الرائع فى السرد والحكى
ماشى ياستى وعرفنا ان جدتك تركيه وعرفنا انتى ليه بيضا كده
هههههههه

تحياتى

بنت القمر يقول...

شهروزة
انتي كمان عندك عرق تركي
بصره
وانا اقول الدماغ الناشفه دي منييييين
تيك كير سويتي ومتطوليش الراحه عشان وحشتيني اول ريدي
اموااه

بنت القمر يقول...

اسكندراني في بلاد الله الواسعه
اشكر مرورك واهلا دائما

بنت القمر يقول...

ممكن
اشكرك وبدون ملاحظات خارج الموضوع اشكر مرورك

تــسنيـم يقول...

بنوتة ازيك؟؟ أنا أول مرة أعلق هنا

ما بقي من أثر بعد وفاته لم يكن بتأثير العشرة كما يرى البعض ولكنه حب لم تواتيه الظروف لكي يعيش ويحيا فغلفوه بغلاف سميك ودفنوه في مكان بعيد داخل أنفسهم لئلا يظهر إلى السطح ويُضعف من أحدهما ولكنه بقى واستمر في داخلهم وعندما توفى جدك رحمه الله لم تجد هي حرجا من اظهار مكنونات قلبها وخاصة أنه لم يكن موجودا ليضحك انتصارا من ضعفها الأنثوي الذي غلبها في النهاية

أظنهما هناك وقد التقيا في نقطة جامعة بعدما عاشا كطرفي مقص

على فكرة أنا مش هادية خالص :)