عشبيه العينين

حين عاد بعد سنوات من ذلك البلد الصحراوي وبعد أن كوّن ما يكفي لحياه كريمه كانت الغربه قد سرقت سنوات من عمره

وتركت روحه خاليه ومشاعره جافه و قد نبت في قلبه اشواكا بفعل الوحده والغربه

.. احتاج بشده الي ان يضخ الي شرايينه الدفء والي وحشه روحه النور

بحث عن شريكه وزوجه وكّل الام والاخت في البحث عن من تعيد اليه دفء الايام ومن تبعث في روحه الحياه

كانت جارة رقيقه الحال جميله بيضاء بعيون ملونه بلون العشب الاخضر وشفاه كانهاجرح نازف ما كان يعيبها الافقر اسرتها وكونها ممرضه في مستشفي حكومي مجاور

حين رآها ملكت جوارحه واسرته عيونها..

مضي سريعا في خطبتها... ما ضير عملها فلا حاجه له بعد الان فلقد شيد القصر بسنوات الكفاح

ولم يتبق الا ان تسكنه سيدته وسيده القصر!!ا

كانت حلما امتلكته يداه ..عاش معها احلي الايام وذاق حلاوة الحب وعرف لهيب العشق.

أسرته رقتها وحلاوة طبعها وملئته سنائه نجوما واقمارا بعد ان ملئت بساتين عمرة بفراشات الحب الملونه

وشرب من راحتيها شهد الحب ونبت من قاحل ايامه عمرا جديدا لم يعشه من قبل..

كان يهيم بعيونها التي بلون العشب وحين يجن بها يقبلها في عيونها

واكتملت سعادتهما بعد ان جلبت له ولدا يحمل اسمه ويحمل ايضا لون عيونها العشبي

فكانا ملاكاه وكنزاه الاثيران

اتي صديقه من غربه مماثله وقد دعاه السهرة رجاليه لمشاهده شريط زفاف صديقهما الثالث في بلد مجاورة

وبدأ ت السهرة بالقفشات والنكات وشرب الشاي... تابعت عيونه الشريط بلا اكتراث.. حتي اتت فقرة الراقصه فإذا بعشبيه العين تؤدي دورها

تتمايل بأقدام حافيه.. وثوب مهترئ... تجمد الدم في عروقه وجف حلقه !

وكأن صدره سوف يغادر صدرة بلارجعه اعتذر عن إكمال السهرة وانصرف عائدا للبيت...

استقبله الصغير عشبي العينين فاحتضنه بقوة وقد اختنقت الدموع في عيونه...

التزم الصمت برهات ثم واجهها بما رأي لم تكذب عليه

صارحته بعملها في قريه مجاورة في الرقص لبضعه شهور لظروف اسرتها الضيقه وقد اخفت الامر عن الجميع

لم تدافع عن نفسها!! ولم تطلب الصفح منه علي ماضيها!!ا

لم تحاول ان تبرر كذبتها فقط اخبرته الحقيقه والتزمت الصمت القاتل

قتله صمتها بعد ان قتله ما رأي وعرف... ذهبت الي الغرفه تجمع ملابسها وقد ايقنت نهايه حياتهما سويا........

ذهب خلفها ودعاها الانتظار الي الصباح ليقرر مايريد

لم يكن حقا يعرف مايريد كل ماكان يعرفه انه لا يعرف ما يريد.... ولكنه عرف ان الشوك نبت في قلبه من جديد

وعادت الي فمه مرارة الايام