أقضي في الميكروباص ذاهبة الي عملي ساعه كامله يوميا .منذ تخرجي من كليه الصيدله وعملي عند الدكتور خالد
كل شيئ يسير علي وتيره واحده لكن اليوم اهتزازات الميكروباص اكثر قوة مما يزيد تقلص معدتي ويؤلمني بشده
اعيش اياما مرهقه وليالي بارده شغل الصيدليه في الصباح واعمال المنزل في المساء
الذهاب تاره لجلب الخضر والعيش واو تسديد اقساط ملابس الشغل
بعد ايام اتم عامي الرابع والتلاتين كل فرص الزواج السابقه في حياتي كانت عروضا هزيله
لم يكن منهم اي عرض مثل الدكتور خالد الشاب المثقف الوسيم الحنون
أبدو انا وخالد مثل نصفي التفاحه المكملان لبعضهما فكلانا طبيبان صيدليان ونقضي ساعات معا افهمه من نظرته ومن اشارته
حسابات الصيدليه والضرائب والشركات احفظها اكثر من ما احفظ ذكريات الطفوله اواكثر من ما احفظ قسمات وجه ابي
تزوج خالد من ثلاث اعوام من دينا صديقه اخته. شابه تافهة لا هم لها الا انفاق النقود والثرثرة في الهاتف
لا اعلم كيف لم يلاحظ خالد مدي ملائمتنا لبعضنا البعض؟! كيف لم يشعر بي ؟!
ولا افهم بماذا تتفوق علي دينا ؟كل ما تفوقني به ان ابيها طبيب جامعي بينما ابي موظف في شركه الكهرباء!!
باع أبي نصف بيت ليكمل تعليمي ملعونه دينا في كل ساعه!! لو لم تظهر لكان الوضع مختلف الان
فسد كل شيئ !! لكن تشير نجوي زميلتي ان الاوان لم يفت تماما وبامكاني استرداد خالد في لحظه ضعف واشعاره بوجودي ..
انفق مائة وعشرين جنيه في الميكروباصات للوصل للعمل والباقي احصل به علي ملابس وأحذيه بالقسط...اليوم اقتربت من خالد كثيرا وهو يراجع حسابات الضرائب..كان منشغلا كنت اشعربالم في معدتي وبرودة تمزق اطرافي
بينما هو كان وسيما فتيا انيقا تنبعث منه روائح مختلطه من كريمات الحلاقه والعطور الباهظه التي لا اجدها في رجل اخر
ادمنت رائحه خالد بعد العمل معه سنوات طويله.... تسري الرائحه في انفي كالمخدر فتجعلني اتحمل تلك الايام القاسيه
.. اقتربت منه كثيرا وسالته ان كان يريد شيئا ليشربه فلم يرد كان مشغولا!!
دخلت دينا الصيدليه والقت التحيه علي خالد وحشتني يا خالد اخبارك ايه؟... وبعدوصله من الثرثره الملعونه يمد يده لها ببضعه مئات من الجنيهات وتنصرف
ثم تعود فجأه وتقول: حياة لما تعوزي تكلمي الدكتور ابقي أقفي بعيد شويه!!
اشعر بغصة في حلقي ودموع محتقنه واهز راسي مطيعة في ذل
... الملعونه تريد ان تخبرني ان خالد لها وانني مهما قضيت ساعات في خدمته فهو لها! يعطيها في دقيقةالمال الذي اخذه بعد شهر عمل...
تحرص ان تعاملني كخادمه فلا تقول يا دكتورة حياه فقط يا حياة حتي تذلني
تمضي ايام اخري.... تظهر فيها دينا علي فترات بعطرها الغالي و ملابسها الانيقة.. وجوهراتها الثمينه
يمضي خالد معي معظم الوقت بلا كلمه بخلاف العمل... او يسالني احيانا مدام دينا متصلتش قبل ما اجي؟؟
الملعون لا ينساها لحظه واحده!
تتسرب الايام من بين يدي... يمر العمر ولا شيئ يحدث خالد يزداد تجاهلا لي
هل الجأ الي خدعه حواء القديمه وادعي وجود علاقه بينا وانني احمل منه طفل؟؟
تبدو فكرة مجنونه فسوف اجلب العار لابي.. وحتما ستنكشف الحيله....
إذن سادعي انه راودني وتحرش بي ستكون فضيحه مدويه له امام اهله واهل زوجته
... ساحطمه واحطم زوجته المغروره.... سيعرف ان ثمه امراه كامله كانت بجواره
ولفظها يوما بعد يوم سيعرف ويتاكد... انني كنت هنا وربما ياتي طالبا غفراني!!
وعلي اسوأ الفروض ساحطم غرور دينا واكسر انفها المتغطرس
وحين احطم صورة خالد في عينها لا بد ان الشك سيقتلها فيه!!
وربما تحدث معجزة وتطلب دينا الطلاق..و في تلك اللحظه سأكون انا فقط الي جواره معه وله
غدا اري ما يجب عمله.... لم عد بيدي غير انتظار الغد!!