نوم عميق

انهيت امس اولي جلسات علاج العصب حضرت الي العياده في السابعه تماما بلاتأخير.. مازال البعض يعتبر جنوني في المحافظه علي الوقت عملا يستحق العقوبه

فعلا يثير الاستياء في حد ذاته.. لم يعرفوا كم يرهقني !!

كم هو شاق القياده السريعه بسيارة متهالكه في شوارع الاسكندريه ذات الارتفعات والانخفاضات والمطبات المتواليه

في كل مطب مع الام الاسنان المبرحه هو تجربه لاحساس ان تكون ثمرة فاكهه تتفتت عند وضعها في الخلاط!

قبل الاشارة الاخيرة يستوقفني العسكري الريفي ذو الوجه الملوح بسمرة شمس قضي تحتها ساعات طويله

لاطاقه لي للانتظار دقائق اضافيه حتي فتح الاشارة.. ارجوة ان يتجاوز عن سيارتي فيرفض ويجيبني الحا صول{حضرة الصول} ها يديكي غرامه مقدرش اعديكي..

تحل شمس الانضباط فجأه علي هذا العالم وتنقشع غيوم الفوضي

يجتمع كل شيئ ضدي الالم والمطبات والعسكري والحاصول

انقذني يا الله..

ارسلت له نظرة حزينه وابتسامه مهزومه.. فتجاوز عني بعد ان قال لي: بس دي اخر مرة يا ابله...كم افسدت الكلمه جميل معروفه!!

ادخل الي العياده فحجرة الكشف اتمدد علي الكرسي الجلدي

يحضر الطبيب في يده حقنه البنج خمسيني له شعر ابيض مهوش كأنما هو قاتل محترف.. من منحه لقب ملاك الرحمه.؟؟!!

.. لابد انه قاتل بالاجرة هكذا يعمل في اوقات اخري...لااعتقدها مهنه تشق عليه ابدا

يغرس الحقنه في العصب الملتهب اشعر فجأه بسريان كهرباء تكفي لاضاءة مدينه كامله تنطلق الي رأسي.. وتنساب دموع ساخنه من عيني اليسري العين اليمني ترفض هذة المرة مشاركتها واجب البكاء

يبدأمفعول البنج واشعر بذلك الخدر القاتل يبدأعمله..

تتضاءل المسافه بين وجهه ورأسي المحاصر تماما... اشعر بتناقص كميه الهواء الباقيه في الغرفه

احاول التملص لحظات واستأذنه اجرأء مكالمه فيرفض بحسم

استسلمت تماما... ولم يبقي غير ان اغمض عيني واشعر بمرارة الرصاص المفتت ورائحه الحريق واستسلمت تماما

اتم مهمته.. اعطيته المال وشكرتة

و في قلبي شيئ اخر.!!!

... وانصرف اعود الي البيت مهزومه

مترنحه.... ورأسي ثقيل..... ارتمي علي السرير.... واحصل علي نوم عميق